واصل فحص النبوات فوصل الى الاعتقاد ان مجيء الرب قد اقترب . واذ كان متأثر بخطورة هذا الحق العظيم وأهميته رغب في اذاعته على الناس، لكنّ الاعتقاد السائد بأن نبوات دانيال هي أسرار لا يمكن فهمها كان عقبة كأداء في طريقه . واخيرا قرر — كما قد فعل فارل من قبل عندما أراد تبشير جنيف — أن يبدأ بالاطفال، وكان يرجو أنه عن طريقهم سيسترعي اهتمام الوالدين. GC 403.2
وفيما كان يتكلم بعد ذلك عن قصده من هذا الاجراء قال: ”أريد أن يُفهم هذا، أنه ليس بسبب قلة أهمية هذا الموضوع أردت تقديمه في هذا الشكل المألوف بل على ا لعكس خاطبت به الاطفال بسبب أهميته وقيمته العظيمة . لقد رغبت في أن يسمعني الناس، وكنت أخشى ألا يسمعني أحد لو خاطبت الكبار أولا“، ”لذلك عولت على الذهاب الى الاصغر فأجمع جمه ورا من الاطفال؛ فاذا زاد العدد وكبرت تلك الجماعة ورؤي أنهم يستمعون ويسرون بالاستماع ويهتمون بالاصغاء ويفهمون الحق ويوضحون الموضوع فلا بد أن أعقد حلقة أخرى حالا، فالكبار بدورهم سيرون أنه مما يستوجب اهتمامهم كونهم يجلسون ويدرسون . فمتى تم هذا فقد كسبنا القضية“ (٣٢٢). GC 403.3
فاذ تشجع جوسيه بهذا النجاح نشر تعاليمه على أمل أن يزيد ذلك من اقبال الناس على درس الاسفار النبوية في الكنائس التي يتكلم الناس فيها بالفرنسية . وقد قال: ”ان طبع الدروس المعطاة للاولاد هو بمثابة رد على البالغين الذين يهملون دراسة مثل تلك الاسفار مستندين الى ذلك العذر الكاذب وهو أنه ا غامضة ولا يمكن فهمها، فكأنني أقول لهم: ”وكيف يمكن أن تكون غامضة في حين أن أطفالكم يفهمونها ؟““ ثم أضاف قائلا: ”لقد كانت لي رغبة شديدة في تعميم معرفة النبوات بين شعبنا ان أمكن“. ”وفي الحق يلوح لي أنه لا توجد دراسة أخرى تطابق حاجات الزمن أفضل من هذه“، ”اننا بهذه الدراسة نتأهب لمواجهة الضيقة القريبة فنسهر وننتظر يسوع المسيح“. GC 404.1
ومع أن غاوسن كان من أشهر الوعاظ المحبوبين الذين يتكلمون الفرنسية فانه بعد وقت أوقف عن الخدمة، وكان ذنبه الاكبر هو أنه بدلا من استخدام كتاب التعليم المسيحي الكنسي، وهو كتاب غير مشوق وفلسفي وخالٍ تقريبا من الايمان الايجابي، استخدم الكتاب المقدس في تعليم الشباب . وقد صار بعد ذلك معلما في مدرسة لاهوتية بينما واصل في أيام الآحاد اعطاء دروس في التعليم المسيحي للصغار وتعليمهم مبادئ الكتاب المقدس . وقد أثارت كتبه عن النبوات اهتماما كبير ا. وظل من كرسي الاستاذية وعن طريق النشر والمطبوعات وفي عمله المحبوب لديه كمعلم للاطفال يحدث تأثيرا كبيرا عدة سنين، وكانت له اليد الطولى في استرعاء انتباه الكثيرين لدرس النبوات التي كانت تبرهن أن مجيء الرب قريب. GC 404.2