وفي اسكندينافيا ايضا أذيعت رسالة المجيء فأثارات اهتماما واسع النطاق. وقد أوقظ كثيرون من طمأنينتهم العديمة الاكتراث ليعترفوا بخطاياهم ويتركوها ويطلبوا الغفران باسم المسيح . لكنّ رجال الا كليروس في كنيسة الدولة قاومو ا تلك الحركة واستخدموا نفوذهم في الزج ببعض من كانوا يكرزون بتلك الرسالة في غياهب السجون . وفي أماكن كثيرة حيث كان يصمت صوت الكارزين برسالة مجيء الرب القريب على هذا النحو سر الله بأن يرسل الرسالة بطريقة عجائبية بواسطة الاطفال الصغار . فاذ كانوا لم يبلغوا سن الرشد لم يمكن لقانون الدولة أن يردعهم، ولذلك سُمح لهم بأن يتكلموا من دون ازعاج. GC 406.1
كانت الحركة على الاكثر بين الطبقات الفقيرة، وفي مساكن العمال الوضيعة اجتمع الشعب لسماع الانذار . والاطفال الكارزون أنفسهم كان معظم هم من أولاد الفقراء . وبعض منهم لم تكن أعمارهم تتجاوز السادسة أو الثامنة . ولما كانت حياتهم تشهد بمحبتهم للمخلص وكانوا يجتهدون في اطاعة مطالب الله المقدسة كانوا يظهرون عادة الذكاء والمقدرة المألوفين فقط عند من هم في مثل أعمارهم . ومع ذلك فعندما كانوا يقفون أمام الشعب كان من الجلي أنهم كانوا يتحركون بقوة تفوق مواهبهم الطبيعية . كانت نغمة كلامهم وطريقتهم تتغير. وبقوة مقدسة كانوا يقدمون الانذار عن الدينونة . مستخدمين أقوال الكتاب نفسها: ”خافوا الله واعطوه مجدا لانه قد جاءت ساعة دينونته“. وكانوا يوبخون خطايا الشعب، فلم يدينوا الفساد والدعارة والرذيلة وحدها بل كانوا يوبخون محبة العالم والارتداد، وينذرون سامعيهم بالاسراع في الهروب من الغضب الآتي. GC 406.2