استمع الناس مرتعبين . لقد كان روح الله المبكِّت يخاطب قلوبهم . وقد بدأ كثيرون يفتشون الكتب باهتمام جديد أعمق، وأُصلح المدمنون والفاسدون . وآخرون هجروا أعمال الخيانة . وتم عمل عظيم حتى أن خدام الكنيسة أنفسهم التابعين للدولة اجبروا على الاعتراف بأن يد الله كانت عاملة في تلك الحركة. GC 407.1
كانت ارادة الله أن تصل أخبار مجيء المسيح الى ممالك اسكندينافيا، فعندما أبكمت أصوات خدامه وضع روحه في الاطفال حتى يتم العمل . عندما اقترب يسوع من أورشليم تتبعه الجموع الفرحة المتهللة التي بهتافات الانتصار والتلويح بسعوف النخل أعلنت أنه ابن داود طلب منه الفريسيون الحاسدون أن يسكتهم، لكنّ يسوع أجابهم قائلا ان ذلك كان اتماما للنبوة، وانه ان سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ . والشعب اذ جبنوا أمام تهديدات الكهنة والرؤساء كفوا عن نداءاتهم الفرحة عند دخولهم من أبواب أورشليم، أما الاولاد فاذ كانوا في أروقة الهيك ل بعد ذلك عادوا يرددون الهتافات، واذ كانوا يلوحون بسعوف النخل هتفوا قائلين: ”اوصَنّا لابن داود“ (متى ٢١ : ٨ — ١٦). وعندما قال له ا لفريسيون وهم في أشد حالات الغيظ: ”أتسمع ما يقول هؤلاء“ ؟ قال لهم يسوع: ”نعم أما قر أتم قط من أفواه الاطفال والرضع هيأت تسبيحا“ ؟ فكما استخدم الله الاطفال عند المجيء الاول للمسيح كذلك استخدمهم في تقديم رسالة مجيئه الثاني . ينبغي أن يتم قول الله، وهو أن اذاعة خبر مجيء المخلص يجب أن تعطى لكل شعب ولسان وأمة . GC 407.2
لقد أعطي لوليم ميلر وزملائه أن يبشروا بالانذار في أمريك ا. وصارت هذه البلاد المركز لحركة المجيء العظيمة . وفيها كان الاتمام المباشر لرسالة الملاك الاول. لقد وصلت مؤلفات ميلر وزملائه الى البلدان البعيدة . وفي كل مكان وصل اليه المرسلون في انحاء المعمور أرسلت بش ارة مجيء المسيح القريب . وفي الاماكن البعيدة والقريبة انتشرت رسالة البشارة الابدية القائلة: ”خافوا الله واعطوه مجدا لانه قد جاءت ساعة دينونته“. GC 408.1
ان شهادة النبوات التي بدا أنها تشير الى مجيء المسيح في ربيع عام ١٨٤٤ تمكنت من عقول الناس . واذ انتقلت ا لرسالة من ولاية الى أخرى استيقظ اهتمام الناس الى أبعد مدى، وقد اقتنع كثيرون بأن البراهين المأخوذة من الفترات النبوية كانت صحيحة، فاذ ضحوا بكبرياء التشبث بآرائهم قبلوا الحق بكل سرور. وبعض الخدام ألقوا جانبا آراءهم ومشاعرهم الطائفية وتركوا مرتباتهم وكنائسهم و اتحدوا مع غيرهم في اذاعة نبإ مجيء يسوع . ومع ذلك فقد كان يوجد خدام قليلون نسبيا قبلوا هذه الرسالة ولذلك سُلمت الرسالة بالاكثر الى العلمانيين البسطاء . لقد ترك الفلاحون حقولهم والميكانيكيون آلاتهم والتجار تجارتهم وارباب المهن مراكزهم، ومع ذلك فان عدد العمال ك ان صغيراً مقارنة بالعمل العظيم الذي كان ينبغي إتمامه . ان حالة الكنيسة الآثمة الضالة والعالم الذي انغمس في الشر اثقلت نفوس الرقباء الامناء، فبكل سرور ورضى احتملوا التعب والفقر والآلام ليدعوا الناس للتوبة المؤدية الى الخلاص . وعلى رغم مقاومة الشيطان فقد سار ذ لك العمل الى الامام بثبات، وقبل آلاف الناس حقيقة المجيء. GC 408.2