وفي كل مكان سمعت الشهادة الفاحصة محذرة الخطأة من العالميين ومن أعضاء الكنائس لكي يهربوا من الغضب الآتي . وكما فعل يوحنا المعمدان، سابق المسيح، كذلك وضع اولئك الكارزون الفأس ع لى أصل الشجرة، وألحُّوا على الجميع بأن يصنعوا أثمارا تليق بالتوبة . وكانت أقوالهم وتوسلاتهم المثيرة على نقيض تأكيدات السلام والأمان التي كانت تُسمع من المنابر المشهورة، وأينما وصلت الرسالة أثرت في الناس . ان شهادة الكتاب المقدس البسيطة المباشرة اذ أوصلها الر وح القدس الى القلوب أحدثت في النفوس تبكيتا شديدا عجز الكثيرون عن مقاومته كلية . وقد استيقظ المعترفون بالديانة من طمأنينتهم الكاذبة . لقد رأوا ارتداداهم المتكرر ومحبتهم للعالم وعدم ايمانهم وكبرياءهم وأنانيتهم . وكثيرون طلبوا الرب تائبين متذللين . والعواطف التي ظلت طويلا متعلقة بالارضيات تعلقت الان بالسماء . واستقر روح الله عليهم، وبقلوب لينة وخاضعة اشتركوا مع غيرهم في اطلاق هذه الصيحة: ”خافوا الله واعطوه مجدا لانه قد جاءت ساعة دينونته“. GC 408.3
وقد سأل الخطأة وهم ينتحبون قائلين: ”ماذا أفعل لكي أخلص ؟“ والذين اتصفت حياتهم قبلا بعدم الامانة صاروا الآن راغبين في التعويض عما اختلسوه. وكل من حصلوا على السلام في المسيح تاقوا الى مقاسمة الآخرين البركة. لقد رُدت قلوب الآباء الى أبنائهم وقلوب الابناء الى الآباء، واكتُسحت حواجز الكبرياء والتكتم، وقدم كثيرون اعترافات من أعماق قلوبهم، وحاول أفراد العائلات تخليص الذين كانوا أقرب اليهم وأعز على قلوبهم من الجميع. وكثيرا ما كانت تُسمع صلاة شفاعية حارة . وفي كل مكان كانت توجد نفوس في آلام نفسية شديدة وهي تتوسل الى الله . وكثيرون كانوا يقضون الليل بطوله مج اهدين بالصلاة في طلب الحصول على اليقين بأن خطاياهم قد غفرت، أو في طلب خلاص أقربائهم أو جيرانهم وهدايتهم. GC 409.1
وتقاطر الناس من كل الطبقات لحضور اجتماعات الادفنتست . فالاغنياء والفقراء والاعلون والادنون كانوا لاسباب مختلفة مشتاقين أن يسمعوا لانفسهم تعليم المجيء ا لثاني. لقد أوقف الرب روح الاضطهاد عند حدها عندما كان عبيده يشرحون للناس أسباب ايمانهم . وفي بعض الاحيان كانت الاداة ضعيفة، لكنّ روح الله كان يمنح حقه قوة . وفي هذه الاجتماعات كان الناس يحسون بحضور ملائكة الله القديسين فكان كثيرون ينضمون الى المؤمنين كل يوم . وعندما كانت تردد البراهين على قرب مجيء المسيح كانت جماهير تصغي في سكون تام الى الاقوال المقدسة الخطيرة . وقد بدا كأن السماء والارض تقاربت ا. وأحس الجميع بقدرة الله على الكبار والصغار والمتوسطي الاعمار. وسار الناس الى بيوتهم والتسبيح والتمجيد على شفاههم، وكانت تلك الاصوات الفرحة تشق سكون الليل . ولا يستطيع كل من حضر هذه الاجتماعات أن ينسى مشاهد الاهتمام العميق هذه. GC 409.2