ان وليم ميلر وزملاءه وهم يكرزون بتعليم المجيء الثاني كان غرضهم الاوحد من كدهم وتعبهم هو ايقاظ الناس ليستعدوا للدينونة . لقد عملوا على ايقاظ المعترفين بالديانة الى رجاء الكنيسة الحقيقي والى الحاجة الى اختبار مسيحي أع مق، كما حاولوا ايضا أن يوقظوا غير المتجددين الى واجب التوبة السريعة والاهتداء الى الله . ”انهم لم يحاولوا أن يضموا الناس الى طائفة أو فئة دينية، ولهذا كانوا يخدمون بين كل الأحزاب والطوائف من دون أن يتدخلوا في شؤونهم أو أنظمتهم“. GC 415.1
ولقد قال ميلر: ”في كل خدماتي لم أكن أرغب أو أفكر ابدا في اقامة مطلب أو تدبير يختلف عن مطالب الطوائف القائمة، أو أن انفع طائفة على حساب طائفة أخرى، ولكني فكرت في نفع الجميع واذ كنت افترض أن جميع المسيحيين سيفرحون برجاء مجيء المسيح، وأن ا لذين لم يكونوا يستطيعون أن يروا ما اراه لن تقل محبتهم لمن يعتنقون هذه العقيدة، لم أكن أرى ضرورة لعقد اجتماعات منفصلة . وكان مطلبي الوحيد هو تجديد النفوس الى الله وانذار العالم بالدينونة المقبلة واقناع الناس باعداد قلوبهم حتى يمكنهم لقاء الههم بسلام . وقد اتحد غالبية من قد تجددوا بتأثير خدماتي وكرازتي مع الكنائس المختلفة“ (٣٢٣). GC 415.2
واذ اثمرت جهوده وخدماته في بناء الكنائس، ظل الناس بعض الوقت ينظرون اليها نظرة الرضى، ولكن عندما قاوم الخدام والقادة الدينيون عقيدة المجيء ورغبوا في كبت كل اه تياج يمكن أن يحدثه ذلك الموضوع لم يكتفوا باعلان مقاومتهم لهذه العقيدة من منابرهم بل حرموا على أعضاء كنائسهم الذهاب الى تلك الاجتماعات لسماع رسائل عن المجيء الثاني أو التحدُّث عن رجائهم في الحفلات الاجتماعية التي تقام في الكنائس . وهكذا وجد المؤمنون انفسهم ف ي مركز تجربة وارتباك . لقد كانوا يحبون كنائسهم ولم يكونوا يرغبون في الانفصال عنه ا. و لكن اذ رأوا شهادة كلمة الله مكبوتة وقد انكر عليهم حقهم في فحص النبوات، أحسوا بأن ولاءهم لله يمنعهم من الخضوع . كما انهم انكروا على الذين حاولوا اسكات شهادة كلمة الله احتكاره م عضوية كنيسة المسيح، ”عمود الحق وقاعدته“، ولذلك أحسوا أنهم لا لوم عليهم في الانفصال عن الروابط القديمة. وفي صيف عام ١٨٤٤ انسحب من الكنائس قرابة خمسين الفا. GC 416.1
قرابة ذلك التاريخ لوحظ تغيير ملحوظ في معظم الكنائس في الولايات المتحدة كله ا. ولمدة سنين عديدة زاد تشبه المسيحيين بأهل العالم في ممارساتهم وعاداتهم زيادة ثابتة ولكن متدرجة، وظهر تبعا لذلك انحطاط في الحياة الروحية الحقيقية، ولكن في تلك السنة كانت توجد أدلة على وجود انحطاط ملحوظ مفاجئ في كل كنائس البلاد تقريب ا. وفي حين أنه لم يبد أن أحدا يستطيع أن يدلي بأسباب ذلك فان الحقيقة نفسه ا لوحظت في كل مكان وأبديت بصددها الملاحظات والتعليقات من منابر الصحافة والكنائس. GC 416.2
ففي اجتماع مجمع فيلادلفيا صرح المستر بارنز، صاحب تفسير الكتاب الواسع الانتشار وراعي كنيسة من أمهات كنائس تلك المدينة، ”بأنه قضى في الخدمة عشرين عام ا ولم يحدث طوال تلك السنين ان مارس الفريضة المقدسة من دون أن ينضم لى الكنيسة أعضاء جدد، قليلين كانوا او كثيرين، الا في آخر مرة مارس فيها الفريضة . أما الان فلا توجد انتعاشات ولا يوجد متجددون يرجعون الى الله، ولا يوجد نمو في النعمة ظاهرا في حياة ا لمعترفين بالديانة، ولا يأتي أحد الى مكتبه للتحدث معه عن خلاص نفوسهم . فاذ زادت الاعمال والتوقعات المشرقة للتجارة والصناعة زاد اهتمام الناس بالامور العالمية . وهذا يصدق على كل الطوائف“ (٣٢٤). GC 416.3