ان عمل المسيح، كشفيع ووسيط للانسان، مذكور في تلك النبوة الجميلة التي اوردها عنه زكريا: ”الغصن اسمه ... فهو يبني هيكل الرب ... وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على كرسيه (كرسي ابيه)، ويكون كاهنا على كرسيه وتكون مشورة السلام بينهما كليهما“ (زكريا ٦ : ١٢ و ١٣). GC 458.1
”يبني هيكل الرب“. ان المسيح بذبيحته وشفاعته هو اساس كنيسة الله وبانيه ا. والرسول بولس يشير اليه على انه ”حجر الزاوية الذي فيه كل البناء مركبا معا ينمو هيكلا مقدسا في الرب . الذي فيه انتم ايضا مبنيو ن معا مسكنا لله في الروح“ (افسس ٢ : ٢٠ — ٢٢). GC 458.2
”يحمل الجلال“. للمسيح مجد فداء جنسنا الساقط . فمدى دهور الابد ستكون انشودة المفديين هي هذه: ”الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه... له المجد والسلطان الى ابد الآبدين“ (رؤيا ١ : ٥ و ٦). GC 458.3
”ويجلس ويتسلط على كرسيه ويكون كاهنا على كرسيه“. ليس الآن ”على كرسي مجده“، فملكوت المجد لم يؤت به بعد، فبعدما يكمل عمله كوسيط ”يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه ... ولا يكون لملكه نهاية“ (لوقا ١: ٣٢ و ٣٣). ان المسيح ككاهن هو الآن جالس مع الآب في عرشه (رؤيا ٣: ٢١). فعلى كرسيه مع الله السرمدي القيوم يوجد ذاك الذي ”احزاننا حملها وأوجاعنا تحملها“، الذي تجرب ”في كل شيء مثلنا بلا خطيئة“، لكي يكون قادرا ”ان يعين المجربين“. ”ان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب“ (اشعياء ٥٣ : ٤ ؛ عبرانيين ٤ : ١٥ ؛ ٢ : ١٨ ؛ ١ يوحنا ٢ : ١). ان شفاعته هي شفاعة الجسد المسحوق المطعون والحياة التي بلا عيب . فاليدان المثقوبتان والجنب المطعون والرجلان المشوَّهتان تتوسل لأجل الانسان الساقط الذي دُفع في فدائه هذا الثمن الذي لا يمكن تقديره. GC 458.4
”وتكون مشورة السلام بينهما كليها“. ان محبة الآب، التي ليست اقل من محبة الا بن، هي نبع خلاص الجنس الساقط الهالك . وقد قال يسوع لتلاميذه قبل انطلاقه: ”ولست اقول لكم اني أنا اسأل الآب من اجلكم لان الآب نفسه يحبكم“ (يوحنا ١٦ : ٢٦ و ٢٧). لقد كان الله ”في المسيح مصالحا العالم لنفسه“ (٢ كورنثوس ٥ : ١٩). وفي الخدمة في القدس الاعلى ”تكون مشورة السلام بينهما كليهما“. ”هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية“ (يوحنا ٣: ١٦). GC 459.1