ان السؤال القائل ”ما هو القدس“ نجد له جوابا واضحا في الكتاب. فكلمة ”قدس“، كم ا هي مستعملة في الكتاب، تشير اولا الى الخيمة التي بناها موسى كمثال للسماويات، وتشير ثانيا الى ”المسكن الحقيقي“ في السماء الذي كان القدس الارضي يرمز اليه . وبموت المسيح انتهت الخدمة الرمزية. ”فالمسكن الحقيقي“ في السماء هو قدس العهد الجديد . وبما ان النبوة الواردة في دانيال ٨ : ١٤ تتم في هذا النظام او هذا العهد، فلا بد ان يكون القدس الذي تشير اليه النبوة هو قدس العهد الجديد . ففي نهاية ال ٢٣٠٠ يوم أي في عام ١٨٤٤ لم يكن يوجد قدس على الارض مدى قرون عديدة . ان القول: ”الى الفين وثلاث مئة صباح ومس اء فيتبرأ (يتطهر) القدس“ يشير بلا ريب الى القدس الذي في السماء. GC 459.2
ولكن يبقى اهم سؤال ينتظر الاجابة وهو : ما هو تطهير القدس؟ ان حقيقة وجود مثل هذه الخدمة في ارتباطها بالقدس الارضي منصوص عنها في اسفار العهد القديم . ولكن هل يمكن ان يكون في السماء ما يحتاج ا لى تطهير ؟ ان ما ورد في عبرانيين ٩ يعلمنا بكل وضوح عن تطهير القدس الارضي والسماوي كليهما حيث يقول الرسول: ”وكل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة . فكان يلزم ان امثلة الاشياء التي في السموات تطهر بهذه (بدم الذبائح)، واما السم اويات عينها فبذبائح افضل من هذه“ (عبرانيين ٩ : ٢٢ و ٢٣)، اي دم المسيح الزكي الثمين. GC 459.3