ان التطهير في كلتا الخدمتين الرمزية والحقيقية ينبغي ان يتم بالدم، دم الذبائح في الخدمة الاولى ودم المسيح في الخدمة الثانية . فبولس يقرر ان السبب الذي لأ جله يجب ان يتم التطهير بالدم هو أنه من دون سفك دم لا تحصل مغفرة . ان رفع الخطيئة وازالتها هو العمل الذي ينبغي انجازه، ولكن كيف يمكن ان تكون هنالك خطيئة متصلة بالقدس في السماء او على الارض؟ هذا ما يمكن ان نفهمه بالرجوع الى الخدمة الرمزية، لان الكهنة الذين ك انوا يخدمون على الارض انما كانوا يخدمون ”شبه السماويات وظلها“ (عبرانيين ٨ : ٥). GC 460.1
لقد كانت خدمة القدس الارضي تنحصر في قسمين، فالكهنة كانوا يخدمون كل يوم في القدس، بينما كان رئيس الكهنة يمارس مرة واحدة في السنة خدمة تكفيرية خاصة في قدس الاقداس لاجل تطهير ا لقدس. ويوما بعد يوم كان الخاطئ التائب يأتي بذبيحته الى باب خيمة الاجتماع، واذ يضع يده على الذبيحة يعترف بخطاياه، وبهذه الطريقة الرمزية كانت خطاياه تنتقل منه الى الذبيحة البريئة . وبعد ذلك كانت الذبيحة تُذبح . والرسول يقول: ”بدون سفك دم“ لا تحصل مغف رة. ”لان نفس الجسد هي ف الدم“ (لاويين ١٧ : ١١). ان شريعة الله التي كسرت تطلب حياة من قد خالفه ا. فكان الكاهن يأخذ الدم، وهو رمز الحياة التي خسرها الخاطئ الذي حملت الذبيحة ذنبه، الى القدس ويرشه أمام الحجاب الذي كان خلفه التابوت الذي يحتوي على الشريعة التي تعداها الخاطئ . فبهذا الطقس كانت الخطيئة، بواسطة الدم، تنتقل الى القدس بطريقة رمزية . وفي بعض الحالات لم يكن الدم يحمل الى القدس بيد الكاهن كما أمر موسى ابني هرون قائلا: ”قد أعطاكما (الله) اياها لتحملا اثم الجماعة“ (لاويين ١٠ : ١٧). وكان كلا الطقس ين يرمزان الى نقل الخطيئة من التائب الى القدس. GC 460.2
مثل هذا كان العمل الذي كان يمارس من يوم الى يوم على مدار السنة. وهكذا انتقلت خطايا اسرائيل الى القدس، وكانت الحاجة تتطلب القيام بعمل خاص لرفعه ا. لقد أمر الله بالتكفير عن كل من المسكنين المقدسين فقال: ”فيكفر ع ن القدس من نجاسات بني اسرائيل ومن سيئاتهم مع كل خطاياهم وهكذا يفعل لخيمة الاجتماع القائمة بينهم في وسط نجاساتهم“. كما كان ينبغي التكفير عن المذبح لكي ”يطهره ويقدسه من نجاسات بني اسرائيل“ (لاويين ١٦ : ١٦ و ١٩). GC 461.1