توجد مشابهة مدهشة بين كنيسة روما والكنيسة اليهودية في ايام المجيء الاول للمسيح . ففي حين كان اليهود يدوسون في الخفاء على كل مبادئ شريعة الله كانوا في الظاهر مدققين جدا في حفظ وصاياها وكانوا يثقلونها بفروض وتقاليد جعلت اطاعتها امرا مؤلما وثقيلا . وكما كان اليهود يعترفون بانهم يوقرون الشريعة فكذلك يدعي الكاثوليك انهم يكرمون الصليب . فهم يرفعون رمز آلام المسيح هذا عاليا في حين انهم في حياتهم ينكرون ذاك الذي يرمز اليه. GC 616.1
يقيم البابويون الصلبان فوق كنائسهم وعلى مذابحهم وثيابهم . وفي كل مكان ترى علامات الص ليب مكرَّمة ومرفوعة حسب الظاهر . لكنّ تعاليم المسيح تدفن تحت اكوام من التقاليد العديمة المعنى والتفاسير الكاذبة والفرائض الصارمة . وتنطبق اقوال المخلص عن اليهود المتعصبين بقوة اعظم على قادة كنيسة روما: ”انهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم“ (متى ٢٣ : ٤). ان النفوس المستقيمة تظل دائما في رعب مستمر اذ تخشى غضب الله وسخطه بينما كثيرون من احبار الكنيسة يعيشون حياة التنعم والملذات الشهوانية. GC 616.2
ان عبادة التماثيل وذخائر القد يسين والتوسل الى القديسين وتمجيد البابا كلها من حيل الشيطان لكي يجتذب افكار الناس بعيدا من الله وابنه . ولكي يتمم هلاكهم يسعى الى تحويل انتباههم بعيدا عن ذاك الذي فيه من دون سواه يجدون الخلاص . انه سيوجههم الى اي شخص آخر يمكن ان يستعاض به عن ذاك الذي قال: ”تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا اريحكم“ (متى ١١ : ٢٨). GC 617.1
يحاول الشيطان دائما تشويه صفات الله وطبيعة الخطيئة والنتائج الحقيقية المستهدفة للخطر في الصراع الهائل . وتقلل مغالطاته من التزام حفظ شريعة الله وتبيح للناس ارتكاب الخطيئة . وهو في الوقت نفسه يجعلهم يفكرون افكارا كاذبة عن الله بحيث يخافونه ويبغضونه بدلا من ان يحبوه . فالقسوة التي هي غريزية فيه ينسبها الى الخالق، وهي تُجسَّم في النظم الدينية ويُعبَّر عنها في طرق العبادة . وهكذا تعمى اذهان الناس، ويبقيهم الشيطان تحت سيادته ويستخدمهم و سائل في يده لمحاربة الله . ان الامم الوثنية بتصوراتهم الفاسدة لصفات الله انساقوا الى الاعتقاد بلزوم تقديم الذبائح البشرية للحصول على رضى الله، وما كان ارهب ضروب القسوة التي ارتكبت في اثناء ممارسة الطقوس الوثنية المختلفة! GC 617.2
لجأت كنيسة روما الكاثوليكية، التي ضمت الطقوس الوثنية الى الطقوس المسيحية وتشبهت بالوثنية في تشويه صفات الله، لجأت الى ضروب ليست أقل قسوة او اثارة مما كان يمارسه الوثنيون . ففي أيام سيادة روما تعددت أساليب تعذيب الناس وارغامهم على قبول تعاليمه ا. منها الاعمدة التي كان يربط اليها من ىُحرقون لر فضهم قبول ادعاءاتها وإجابة مطالبه ا. ومنها ايضا مذابح قتل كثيرة شديدة الهول . ولن تعرف هذه الفظائع حتى تنكشف في يوم الدين . ان احبار الكنيسة تعلموا من الشيطان، معلمهم، كيف يبتكرون وسائل لايقاع اقسى التعذيبات الممكنة من دون أن يقضوا على حياة ضحاياهم . وفي حالات كثيرة كانت تلك العملية الجهنمية تتكرر الى اقصى حدود الاحتمال البشري، الى ان استسلمت الطبيعة في صراعها وكان المعَّذبون يرحبون بالموت كراحتهم العذبة المشتهاة. GC 617.3