كان هذا هو مصير خصوم روم ا. اما مشايعوها واتباعها فكان من ضروب تدريبهم وترويضهم ا لجلد والتجويع الى حد الموت وضروب القسوة المختلفة على الجسد في مختلف اشكالها المحزنة للقلب التي يمكن تصوره ا. فلكي يظفر التائبون برضى السماء كانوا ينتهكون شرائع الله بانتهاك نواميس الطبيعة . لقد تعلموا ان يفصموا الاواصر التي كانت قد تكونت لتبارك الانسان وتسع ده في ارض غربته . ان المقابر الملحقة بالكنائس تحتضن ملايين الضحايا الذين قضوا حياتهم في محاولات فاشلة لاخضاع عواطفهم الطبيعية وكبت كل فكر واحساس بالعطف على بني جنسهم على اعتبار انه مغيظ لله. GC 618.1
واذا كنا نرغب في ادراك قسوة الشيطان المتعمدة التي اظهرها مدى مئات السنين ليس فقط نحو من لم يسبق لهم ان سمعوا عن الله بل ايضا في كل انحاء العالم المسيحي فعلينا فقط ان نطلع على تاريخ الكنيسة البابوية . فمن خلال نظام الخداع الهائل هذا يحقق سلطان الشر اغراضه لجلب العار على الله والشقاء على الانسان . واذ نرى كيف ينجح في التنكر وانجاز عمله بواسطة قادة الكنيسة يمكننا ان ندرك ادراكا أكمل لماذا هو ينفر من الكتاب المقدس هذا النفور العظيم . فلو قرأ الناس هذا الكتاب لاعلن لهم رحمة الله ومحبته وانه لا يحملهم ايّاً من تلك الاحمال الثقيلة، بل كل ما يطلبه منهم هو القلب المنكسر والمنسحق والروح المتواضعة المطيعة. GC 618.2