والمسيح لا يقدم نفسه مثالا للناس، الرجال منهم او النساء، ليحبسوا انفسهم في الاديرة فيصيروا اهلا للسماء . وهو لم يعلم ابدا ان المحبة والعطف ينبغي كبتهم ا. لقد كان قلب المخلص يفيض بالحب . وكلما كان الانسان اقرب الى الكم ال الاخلاقي صارت مشاعره اشد حساسية وزادت حدة شعوره بالخطيئة وتعمَّق عطفه على المجرَّبين . ان البابا يدعي انه نائب المسيح ، ولكن كيف تستطيع اخلاقه ان تحتمل المقارنة بصفات مخلصنا ؟ فهل سُمع عن المسيح انه قد القى بانسان في السجن او طرحه على آلة التعذيب لانه لم يقدم اليه الولاء كملك السماء ؟ وهل سمعه احد يحكم بالموت على من لم يقبلوه ؟ وعندما أهانه شعب قرية من قرى السامريين امتلأ يوحنا الرسول غضبا وسأله قائلا: ”يا رب أتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا ايضا“؟ فنظر المسيح الى تلميذه في اش فاق ووبخ روحه الجافية بقوله: ”لان ابن الانسان لم يأت ليهلك انفس الناس بل ليخلص“ (لوقا ٩ : ٥٤ و ٥٦). فما أبعد الفرق بين هذه الروح التي اظهرها المسيح وذاك الذي يعتبر بأنه خليفته! GC 619.1
اما الآن فان كنيسة روما تقدم الى العالم جبهة حسنة وجميلة اذ تحاول باعتذاراتها ان تغطي اعمال الوحشية والقسوة التي ارتكبته ا. لقد تسربلت بثوب يشبه ثوب المسيح ولكنها هي هي لم تتغير . فكل مبدأ من مبادئ البابوية التي كانت في العصور السالفة، لا تزال باقية الى اليوم . والتعاليم التي ابتكرت في أظلم العصور ما زالوا متمسكين به ا. فلا يخدع ن احد نفسه . ان البابوية التي يميل البروتستانت اليوم الى اكرامها هي هي التي حكمت على العالم في ايام الاصلاح عندما وقف رجال الله مخاطرين بحياتهم ليفضحوا آثامه ا. ان لها الكبرياء والادعاء المتعجرف نفسيهما اللذين دفعاها الى الاستبداد بالملوك والامراء والى الادعاء بامتيازات الهية . وروحها ليس اقل قسوة او طغيانا الآن مما كانت عندما سحقت الحرية البشرية وذبحت قديسي العلي. GC 619.2
ان البابوية هي كما قد انبأت عنها النبوات أنها ستكون، اي الارتداد في الايام الاخيرة (٢ تسالونيكي ٢ : ٣ و ٤). ويُعتبر جزءاً من سياستها انتحال الصفة التي تخدم اغراضها اجلّ خدمة . وتحت مظهر الحرباء السريع التلون تخفي سم الحية الناقع الاكيد المفعول الذي لا يتغير . انها تعلن قائلة: ”ينبغي الا يبقى الايمان محفوظا عند الهراطقة او من يتهمون بالهرطقة“ (٣٦٠). فهل هذه القوة او هذا السلطان الذي قد كتب تاريخه لمدى الف عام بدم القديسين يُعترف به الآن على انه جزء من كنيسة المسيح؟ GC 620.1