ان التصريح الذي أدلت به بعض البلدان البروتستانتية بان الاختلاف بينها وبين الكاثوليكية اقل الآن مما كان قبلا لم يكن بلا سبب . فلقد حدث تغيير ولكنه لم يتناول البابو ية. وفي الواقع تشبه الكاثوليكية الى حد كبير الكثير من الطوائف البروتستانتية المعاصرة بعدما انحطت البروتستانتية كثيرا جدا عما كانت في أيام المصلحين. GC 620.2
فاذ كانت الكنائس البروتستانتية تخطب ود العالم فقد أعمت المحبة الكاذبة عيون شعوبه ا. انهم لا يرون الا انه من الصواب ان يعتقدوا بالخير في كل شر، والنتيجة المحتومة هي انهم في النهاية سيعتقدون بالشر في كل خير . فبدلا من ان يقفوا للدفاع عن الايمان المسلم مرة للقديسين تراهم الآن كما لو كانوا يعتذرون الى روما عن موقف الجفاء ا لذي اتخذوه منها ويطلبون الصفح عن تصلبهم . ان فريقا كبيرا من الناس، حتى من الذين لا ينظرون الى كنيسة روما بعين الرضا، لا يوجسون خوفا من خطر جسيم من قوتها ونفوذه ا. وكثيرون يدافعون عنها قائلين ان الظلمة العقلية والاخلاقية التي كانت سائدة في العصور الوسطى اعانت على نشر تعاليمها وخرافاتها وظلمها، وان الذكاء والمعرفة المتزايدة في العصر الحديث وانتشار المعرفة وزيادة التساهل في أمور الدين تحرِّم انتعاش التعصب والطغيان . ان مجرَّد التفكير في ان مثل هذه الحالة ستوجد في هذا العصر المستنير هو امر يسخر منه الناس . نحن لا ننكر ان نورا ثقافيا وأدبيا ودينيا عظيما يشرق على هذا الجيل . فمن كلمة الله المقدسة المفتوحة أشرق على العالم نور من السماء . ولكن لنذكر انه كلما زاد النور المعطى كلما زادت ظلمة الذين يحورونه ويرفضونه. GC 620.3