كثيرة هي الطرق التي يعمل الشيطان بواسطتها من خلال المؤثرات البشرية في تعمية اسراه . انه يستحوذ على جماهير كثيرة لنفسه اذ يربطهم بخيوط حريرية، خيوط المحبة لمن هم أعداء صليب المسيح . وسواء كان هذا الارتباط ارتباط الآباء أو الابناء أو الازواج أو ارتباطا اجتماعيا فالتأثير هو هو لا يتغير، فمقاومو الحق يستخدمون سلطانهم في السيطرة على الضمير، والنفوس الممسَكة تحت سلطتهم ليست لديها الشجاعة الكافية أو الاستقلال لاطاعة اقتناعها بالواجب. GC 647.1
ان حق الله ومجده لا ينفصلان، ونحن يستحيل علينا، والكتاب في متناول أيدينا، ان نكرم الله بالآراء المغلوطة . كثيرون يدعون قائلين انه لا يهم ما الذي يعتقده الانسان اذا كانت حياته حياة مستقيمة . لكنّ العقيدة هي التي تشكل الحياة. فاذا كان النور والحق في متناول ايدينا ونحن نهمل الاستفادة من ميزات استماعه ورؤيته فاننا في الواقع نرفضه، ونحن نختار الظلمة ونفضلها على النور. GC 647.2
”توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت“ (أمثال ١٦ : ٢٥) ليس الجهل عذرا عن الضلال أو الخطيئة فيما كل الفرص ماثلة أمام الانسان ليعرف ارادة الله . ها رجل مسافر يأتي الى مكان به طرق متشعبة كثيرة وتوجد عل ى جانب الطريق لافتة تشير الى نهاية كل طريق . فاذا هو أغفل تلك اللافتة واتخذ اي طريق يتراءى له انه صواب، فقد يكون مخلصا تمام الاخلاص ولكن من المرجح أن يجد نفسه سائرا في طريق مخطئ غير الذي يريده. GC 648.1