فالآن حين يقدم رئيس كهنتنا العظيم الكفارة عنا ينبغي ان نجتهد لنكون كاملين في المسيح . ان مخلصنا لم يسلم لقوة التجربة ولو بمجرد الفكر . والشيطان يجد في قلوب الناس بعض نقاط الضعف التي يمكنه ان يجد فيها موضعا لقدمه، اذ يحتضن الانسان شهوة خاطئة يست طيع بواسطتها ان يزيد من قوة تجاربه . لكنّ المسيح أعلن قائلا عن نفسه: ”رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء“ (يوحنا ١٤ : ٣٠). فلم يستطع الشيطان ان يجد في ابن الله شيئا يجعله قادرا على احراز النصرة . لقد حفظ وصايا ابيه ولم توجد فيه خطيئة يمكن للشيطان استخ دامها لصالحه . هذه هي الحالة التي ينبغي ان يكون عليها الذين سيثبتون في زمان الضيق. GC 674.1
علينا ونحن في هذه الحياة ان نبعد عنا الخطيئة بالايمان بدم المسيح المكفر. ان مخلصنا العزيز يدعونا لان نتحد به فيرتبط ضعفنا بقدرته وجهلنا بحكمته وعدم استحقاقنا باستحقاقاته . وعناية الله هي المدرسة التي علينا ان نتعلم فيها وداعة يسوع وتواضعه . والرب يضع نصب عيوننا دائما ليس الطريق الذي نختاره، الطريق السهل علينا والمسر لنا، بل اهداف الحياة الحقيقية . ان الامر بين أيدينا في ان نتعاون مع القوات التي تستخدمها السماء في عملية جعل اخلاق نا على مثال النموذج الالهي . وكل الذين يهملون هذا العمل أو يؤخرونه يجلبون على انفسهم أرهب المخاطر . GC 674.2
لقد سمع يوحنا الرسول في رؤياه صوتا عظيما في السماء يقول: ”ويل لساكني الارض والبحر لان ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا“ (رؤيا ١٢ : ١٢). ان المشاهد التي استوجبت صدور هذه الصرخة من الصوت السماوي هي مشاهد مخيفة، فغضب الشيطان يزيد بنسبة قصر مدته، وسيصل عمله الخدّاع المهلِك الى أقصى حدوده في زمان الضيق. GC 675.1
وستظهر في السموات مناظر مخيفة فائقة الطبيعة كعلامة وبرهان على قوة الشياطين الصانعة الآيات . وستخرج أرواح الشياطين الى ملوك الارض والى العالم كله لتثبِّتهم في الخداع وتشدد عليهم في الاتحاد مع الشيطان في معركته الاخيرة ضد حكم السماء . وبواسطة هذه القوات سيُغوى الحكام ورعاياهم في السوء . وسيقوم اشخاص يدّعون انهم المسيح نفسه وينتحلون الحق في الالقاب والعبادة التي هي من حق فادي العالم وحده . وسيصنعون معجزات شفاء عجيبة، وسيدعون انهم تلقوا اعلانات من السماء مناقضة لشهادة الكتاب. GC 675.2