وآخر فصل من فصول رواية الخداع هو ان الشيطان نفسه سيظهر في شكل المسيح . لقد اعترفت الكنيسة طويلا بانها تنتظر مجيء المخ لص كنهاية آمالها. فالآن سيجعل المخادع العظيم الامر يبدو كما لو ان المسيح قد جاء. ففي جهات مختلفة من العالم سيظهر الشيطان نفسه بين الناس ككائن مهيب ينبعث منه نور يبهر الابصار يشبه الوصف الذي أورده يوحنا في سفر الرؤيا عن ابن الله (رؤيا ١ : ١٣ — ١٥). والمجد الذي يحيط بالشيطان لن يفوقه مجد مما قد رأته عين بشر . وسيدوي في الهواء هتاف الانتصار قائلا : ”قد أتى المسيح ! قد أتى المسيح !“ والناس سينطرحون ساجدين امامه في حين يرفع هو يديه مباركا اياهم كما قد بارك المسيح تلا ميذه حين كان على الارض . صوته رقيق ومنخفض ومع ذلك فهو مليء بالالحان. وبنغمات رقيقة مشفقة يقدم بعضا من الحقائق الجميلة السماوية نفسها التي نطق بها المخلص، فهو يشفي امراض الناس، وبما انه قد اتخذ صفة المسيح وهيئته يَّدعي انه قد ابدل السبت بالاحد ويأمر الجميع بتقديس اليوم الذي باركه . ثم يعلن ان كل من يصرون على تقديس اليوم السابع يجدفون على اسمه برفضهم الاصغاء الى ملائكته الذين أرسلهم اليهم بالنور والحق . هذا هو الخداع القوي الذي يكاد يكون مسيطر ا. وكأهل السامرة الذين قد خدعهم سيمون الساحر فجماهير الناس من الادني اء الى العظماء يلتفتون الى اعمال السحر هذه قائلين هذا هو ”قوة الله العظيمة“ (اعمال ٨ : ١٠). GC 675.3
لكنّ شعب الله لن يمكن تضليلهم . ان تعاليم هذا المسيح الكذاب ليست متوافقة مع تعاليم الكتاب . ان البركة يُنطق بها على عابدي الوحش وصورته وهم الجماعة نفسها الذين يعلن الكتاب ان غضب الله سينصب صرفا عليهم. GC 676.1
وأكثر من هذا فان الشيطان لا يُسمح له بتزييف كيفية مجيء المسيح. لقد حذر المخلص شعبه من الضلال في هذا الامر وبكل وضوح أنبأهم بكيفية مجيئه الثاني اذ يقول: ”لانه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا ... فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجو ا. ها هو في المخادع فلا تصدقوا لانه كما ان البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون أيضا مجيء ابن الانسان“ (متى ٢٤ : ٢٤ ٢٧ و ٣١ ؛ ٢٥ : ٣١ ؛ رؤيا ١: ٧ ؛ ١ تسالونيكي ٤: ١٦ و ١٧). هذا المجيء لا يمكن تزييفه . فسيعرفه الجميع وسيراه العالم كله. GC 676.2