لن يُعفى شعب الله من الآلام، لكنهم اذ يكونون مضطهدين ومتضايق ين يتحملون العوز ويتألمون لحاجتهم الى الطعام فلن يُتركوا ليهلكو ا. فذلك الاله الذي اعتنى بايليا لن يُغضي عن اي واحد من أولاده المضحين بأنفسهم، ذاك الذي يحصي شعور رؤوسهم لا بد ان يرعاهم وفي زمن الجوع يشبعون . واذ يموت الاشرار جوعا وبسبب الوبإ فالملائكة سيحمون الابرار ويسدون اعوازهم . ان ”السالك بالحق“ يُقدم اليه هذا الوعد: ”يعطى خبزه ومياهه مأمونة“. ”البائسون والمساكين طالبون ماء ولا يوجد . لسانهم من العطش قد يبس . انا الرب استجيب لهم . انا اله اسرائيل لا اتركهم“ ( اشعياء ٣٣ : ١٥ و ١٦ ؛ ٤١ : ١٧). GC 680.4
”فمع انه لا يزهر التين ولا يكون حمل في الكروم، يكذب عمل الزيتونة والحقول لا تصنع طعاما، ينقطع الغنم من الحظيرة ولا بقر في المذاود“ مع كل ذلك فيمكن لمن يخاف الرب ان يقول: ”ابتهج بالرب وافرح بإله خلاصي“ (حبقوق ٣: ١٧ و ١٨). GC 681.1
”الرب حافظك الرب ظل لك عن يدك اليمنى . لا تضربك الشمس في النهار ولا القمر في الليل . الرب يحفظك من كل شر يحفظ نفسك“. ”ينجيك من فخ الصياد ومن الوبإ الخطر . بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمي . ترس ومجن حقه . لا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار ولا من وباء يسلك في الدجى ولا من هلاك يفسد في الظهيرة . يسقط عن جانبك الف وربوات عن يمينك. اليك لا يقرب . انما بعينيك تنظر وترى مجازاة الاشرار . لانك قلت انت يا رب ملجإي جعلت العلي مسكنك لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك“ (مزمور ١٢١ : ٥ — ٧ ؛ ٩١ : ٣ — ١٠). GC 681.2
ومع ذلك فمن وجهة النظر البشرية سيظهر ان شعب الله لا بد من ان يختموا شهادتهم بدمهم سريعا كما فعل الشهداء من قبلهم . وهم انفسهم يبتدئون يخافون لئلا يكون الرب قد تركهم ليسقطوا بأيدي اعدائهم. انه وقت عذاب مخيف وكرب شديد . وهم يصرخون الى الله نهارا وليلا في طلب النجاة . أما الاشرار فسيتهللون ويبتهجون، وسينطقون بأقوال السخرية فيصيحون قائلين: ”اين الآن ايمانكم ؟ ولماذا لا ينقذكم الله من ايدينا ان كنتم شعبه حقا ؟“. لكنّ أولئك المنتظرين يذكرون يسوع وهو يموت على صليب جلجثة عندما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يصرخون في سخرية قائلين: ”خلص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلصه ا. ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به“ (متى ٢٧ : ٤٢). وهم جميعا يجاهدون مع الله كيعقوب. وجوههم تنم عن الصراع المحتدم في داخلهم وعقد علاها الاصفرار، ومع ذلك فهم لا يكفون عن توسلاتهم الجادة الغيورة . GC 681.3