ولو أعطيت للناس عيون أهل السماء لرأو ا جماعات من الملائكة المقتدرين قوة حالين حول الذين قد حفظوا كلمة صبر المسيح . لقد شهد الملائكة ضيقهم وألمهم برقة وعطف وسمعوا صلوا تهم. وهم ينتظرون أمرا من قائدهم ليختطفوهم من الخطر . ولكن عليهم ان ينتظروا قليلا ايض ا. على شعب الله ان يشربوا الكأس ويصطبغوا بالصبغة . ان التأخير نفسه مع انه مؤلم جدا لهم هو أفضل جواب على توسلاتهم . واذ يحاولون ان ينتظروا الر ب بثقة ليعمل فان الرب يقودهم الى ممارسة الايمان والرجاء والصبر التي لم يمارسوها الا قليلا جدا في خلال اختبارهم الديني . ولكن لاجل المختارين يقصر زمان الضيق . ”أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا ... أقول لكم انه ينصفهم سريعا“ (لوقا ١٨ : ٧ و ٨). ان النهاية ستأتي بأسرع مما يتوقع الناس . والحنطة ستُجمع وتحزم حزما لتوضع في مخزن الله، اما الزوان فيحزم كوقود لنار الهلاك. GC 682.1
ان الحراس السماويين اذ هم امناء على الودائع التي بين ايديهم يستمرون في عم لهم. ومع انه قد صدر قرار عام يحدد الوقت الذي فيه يمكن تنفيذ حكم الموت في حافظي الوصية، ففي بعض الحالات سينتظر اعداؤهم الامر وقبل الوقت المحدد سيحاولون قتلهم . ولكن لن يستطيع احد ان يجتاز بين الحراس الاشداء الحالين حول كل نفس أمينة . والبعض من أولئك الامناء س يهاجَمون في اثناء فرارهم من المدن والقرى، لكنّ السيوف المشرعة ضدهم تنكسر وتسقط عاجزة كالعود اليابس. وآخرون سيدافع عنهم ملائكة في هيئة رجال حرب. GC 682.2
لقد عمل الله في كل العصور بواسطة الملائكة القديسين في اغاثة شعبه وانقاذهم. ان الكائنات السماوية قد لعبت دورا حي ويا هاما في حياة الناس وشؤونهم. لقد ظهروا متسربلين بثياب نورانية كالبرق، كما قد أتوا لابسين ثياب عابري الطريق .والملائكة قد ظهروا لرجال الله في هيئة بشرية . لقد جلسوا يستريحون تحت اشجار البلوط في وقت حر النهار كما لو كانوا متعبين، وقبلوا كرم الضي افة من بيوت الناس، وقاموا بدور المرشدين للمسافرين عندما دهمهم الظلام، وبأيديهم اشعلوا نار المذبح، وفتحوا أبواب السجن وأطلقوا عبيد الله احرار اً. واذ كانوا متسربلين بأُبهة السماء أتوا ليدحرجوا الحجر عن قبر المخلص. GC 683.1