عندما تُسحب حماية القوانين البشرية من الذين يكرِّمون شريعة الله فستوجد في بلدان مختلفة وفي الوقت نفسه حركة ترمي الى اهلاكهم . واذ يقترب الوقت المعين في ذلك الامر العالي فالناس سيتآمرون على استئصال تلك الطائفة المكروهة والقضاء عليه ا. وسيتقرر ضربُهم ضربة حاسمة في ليلة واحدة تُسكت نهائيا صوت الانشقاق والتوبيخ. GC 687.1
اما شعب الله — الذين يكون بعض منهم في السجون والبعض الآخر مختبئين في مخابئ سرية منعزلة في الغابات وبطون الجبال فسيواصلون التوسل في طلب الحماية الالهية، بينما توجد في كل حي فرق من الرجال المسلحين مسوقين بقوة اجناد الملائكة الاشرار، مستعدون للقتل والاغتيال . فالآن في ساعة الحاجة القصوى سيتدخل اله يعقوب لنجاة مختاريه . يقول الرب: ”تكون لكم اغنية كليلة تقديس عيد وفرح قلب كالسائر ... ليأتي الى جبل الرب الى صخر اسرائيل . ويُسمع الرب جلال صوته ويُرى نزول ذراعه بهيجان غضب ولهيب نار آكلة نوء وسيل وحجارة برد“ (اشعياء ٣٠ : ٢٩ و ٣٠). GC 687.2
فبهتافات الانتصار والاستهزاء واللعنات توشك جموع من الناس الاشرار ان ينقضوا على فريستهم، واذا بظلمة داجية اشد من ظلمة الليل تسقط على الارض. وحينئذ يذرع السموات قوس قزح يسطع بمجد من عرش الله ويبدو كأنه يحيط بكل جماعة مصلية . وحينئذ تتوقف تلك الجموع الغاضبة فجأة . وصرخاتهم الساخرة تتلاشى، ويُنسى أولئك الذين كانوا سبب هياجهم الاجرامي . وبتطيرات مخيفة يشخصون الى رمز عهد الله ويتوقون الى الاحتماء بعيدا من نور ه ولمعانه الباهر. GC 687.3
ثم يسمع شعب الله صوتا رائقا وصافيا وموسيقيا قائلا لهم: ”انظروا فوق“. فاذ يرنون بانظارهم الى السماء يرون قوس العهد . واذا بالسحب السود الغاضبة التي كانت تغطي جَلَد السماء تنقشع، ومثل استفانوس يثبِّتون انظارهم الى السماء فيرون مجد الله وابن الانسان جالسا على عرشه . وفي هيئته الالهية يميزون سمات اتضاعه، ومن بين شفتيه يسمعون الطلب الذي قدمه امام أبيه والملائكة القديسين القائل: ”أريد ان هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا“ (يوحنا ١٧ : ٢٤). ومرة اخرى يُسمع صوت موسيقى منتصر يقول: ”ها هم آتون ! ها هم آتون ! قديسون وأمناء وبلا عيب. لقد حفظوا كلمة صبري، فسيمشون بين الملائكة“. وحينئذ ستهتف تلك الشفاه الشاحبة المرتعشة، شفاه الذين قد ثبتوا على ايمانهم، هتاف الانتصار. GC 688.1
يكون الليل قد انتصف حينما يظهر الله قدرته لخلاص شعبه . والشمس تظهر مشرقة في قوته ا. وستتبع ذلك آيات ومعجزات في تلاحق سريع . وسينظر الاشرار الى ذلك المشهد برعب وذهول، في حين ينظر الابرار بفرح مقدس الى دلائل نجاتهم . وكل شيء في الطبيعة يبدو خارجا على مألوف نظامه . فالانهار تكف عن الجريان، ثم تظهر سحب ثقيلة سود ويصدم بعضها بعضا. وفي وسط السموات الغاضبة توجد رقعة واحدة صافية يظهر منها مجد يجل عن الوصف، ومنها يأتي صوت الله كصوت مياه كثيرة قائلا: ”قد تم“ (رؤيا ١٦ : ١٧). GC 688.2