ذلك الصوت يهز السموات والارض . وتحدث زلزلة عظيمة ”لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الارض زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا“ (رؤيا ١٦ : ١٧ و ١٨). ويبدو كأن الجلد يُفتح ويُغلق، وكأن المجد الخارج من عرش الله يسطع من خلاله . والجبال تهتز كالقصبة امام الريح، والصخور الوعرة تتبعثر في كل مكان . ويُسمع زئير كما لو كان زئير عاصفة مقبلة . والبحر يثور ويه تاج. وتُسمع صرخة إعصار كصوت شيطان ساعٍ للاهلاك . والارض تلهث وتتمدد كأمواج البحر وينشق سطحها وتبدو اساساتها نفسها كأنها تنهار . وسلاسل الجبال تغوص . والجزائر المأهولة بالسكان وموانئ البحر الشبيهة بسدوم في شرها تبتلعها المياه الغاضبة. لقد ذُكرت بابل العظيمة ام ام الله ”ليعطيها كأس خمر سخط غضبه“. وحجارة برد عظيمة كل واحد ”نحو ثقل وزنه“ تقوم بعملية التخريب (رؤيا ١٦ : ١٩ و ٢١). وأعظم المدن المتنافرة تنهدم . وقصور الامراء التي أغدق عظماء الارض ثرواتهم عليها لكي يمجدوا أنفسهم تتحطم وتصير انقاضا امام عيونهم . وأبواب السجون تنفتح بعنف فيُطلق سراح شعب الله الذين حُبسوا فيها لاجل ايمانهم. GC 689.1
والقبور تنفتح: ”وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي“ (دانيال ١٢ : ٢). وكل الذين ماتوا على ايمان رسالة الملاك الثا لث سيخرجون من قبورهم ممجدين ليسمعوا عهد سلام الله مع الذين قد حفظوا شريعته . وكذلك ”الذين طعنوه“ (رؤيا ١ : ٧) والذين سخروا بالمسيح وهزأوا بعذاباته وأقسى المقاومين لحقه وشعبه يقامون ليرون في مجده ويروا الكرامة التي يضعها على المخلَّصين والطائعين. GC 689.2
ثم ان الغيوم الكثيفة كانت لا تزال تنتشر في السماء، ومع ذلك فالشمس تشرق بين حين وآخر وتبدو كأنها عين الرب الغاضب المنتقم . وتلمع في السماء بروق مخيفة تلف الارض في رداء من النار . وستُسمع أصوات غامضة ومخيفة أعلى من صوت هزيم الرعد معلنة دينونة الاشرار . والاصوات التي تُقال لا يفهمها الجميع، لكنّ المعلمين الكذبة يفهمونها جيدا . فالذين كانوا منذ قليل متهورين وفخورين ومتحدِّين ومبتهجين بسبب قسوتهم على من قد حفظوا وصية الله يغمرهم الآن الرعب ويرتجفون من هول الخوف . وتُسمع اصوات عويلهم وولولتهم فوق اصوات عناصر الطبيعة . وستعترف الشياطين بألوهية المسيح وترتعب امام قدرته في حين ان الناس يتوسلون في طلب الرحمة ويتذللون في رعبهم الدنيء. GC 689.3