ويتكوَّن لدى اعداء شريعة الله، من الخدام الى الاصاغر، رأي جديد عن الحق والواجب . وسيرون في وقت متأخر جدا ان سبت الوصية الرابعة هو ختم الله الحي . ويرون في وقت متأخر جدا الصفة الحقيقية لسبتهم الزائف والاساس الرملي الذي كانوا يبنون عليه . ويرون انهم انما كانوا يحاربون الله . لقد ساقهم معلمو الدين الى الهلاك مع انهم كانوا يقرون بانهم يرشدونهم الى ابواب الفردوس. والى ان يجيء يوم الحساب الاخير لن يُعرف مقدار هول المسؤولية التي تقع على عاتق من يحتلون وظيفة مقدسة وهول النتائج المترتبة على عدم امانتهم . انما في الابدية فقط يمكننا ان نقدر تقديرا صائبا خسارة نفس واحدة. وستكون دينونة مخيفة على ذلك الانسان الذي سيقول له الله: اذهب عني ايها العبد الشرير. GC 692.1
يُسمع صوت الله من السماء معلنا اليوم والساعة التي يأتي فيها يسوع ويسلم شعبه العهد الابدي . وكهزيم اعلى الرعود سيرن صدى كلامه في كل انحاء الارض . وشعب الله سيقفون مصغين وانظارهم مثبتة في السماء، ووجوههم مستنيرة بمجده وهي تلمع كما كان وجه موسى يلمع عند نزوله من جبل سيناء . ولا يستطيع الاشرار ان ينظروا اليهم . وعندما ينطق بالبركة على من قد اكرموا الله بحفظ سبته مقدسا يُسمع صوت هتاف انتصار عظيم. GC 692.2
وسرعان ما تظهر في الشرق سحابة صغيرة سوداء بقدر نصف كف انسان . وهي السحابة التي تحيط بالمخلص وتبدو من بُعد كأنها مستترة في الظلام . وشعب الله يعرفون ان هذه هي علامة ابن الانسان . فينظرون اليها في صمت مقدس وهي تقترب من الارض وتزيد نورا ومجدا حتى تصير سحابة عظيمة بيضاء ويكون اسفلها مجيدا كنار آكلة ومن فوقها قوس قزح الوعد، وفوقها يسوع كفاتح عظيم، فليس هو الآن ”رجل أوجاع“ ليشرب كأس العار والألم المرير، انه يأتي كمنتصر في السماء وعلى الارض ليدين الاحياء و الاموات، ”امينا وصادقا“، ”بالعدل يحكم ويحارب“، ”والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه“ (رؤيا ١٩ : ١١ و ١٤). فيحف به جمع كبير من الملائكة القديسين وهم ينشدون اناشيد الفرح السماوي ويكتنفونه في الط ريق. ويبدو كأن جلَد السماء قد غص بجموع لا تحصى من الخلائق النورانية: ”ربوات ربوات والوف ألوف“. ولا يستطيع قلم انسان ان يصور ذلك المشهد، ولا يمكن لعقل بشري ان يدرك بهاءه وروعته: ”جلاله غطى السموات . والارض امتلأت من تسبيحه . وكان لمعان كالنور“ (حبقوق ٣ : ٣ و ٤). واذ تقترب السحابة الحية شيئا فشيئا فكل عين ترى رئيس الحياة . الآن لا اكليل شوك يشوه ذلك الرأس المقدس بل اكليل مجد على جبينه القدسي . ووجهه يسطع بنور اشد لمعانا من نور الشمس وهي تضيء في قوته ا. ”وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الارباب“ (رؤيا ١٩ : ١٦). GC 692.3
وأمام حضرته ”تحول كل وجه الى صفرة“، وكل من رفضوا رحمة الله يسقط عليهم رعب يأس ابدي . ”قلب ذائب وارتخاء ركب ... وأوجه جميعهم تجمع حمرة“ (ارميا ٣٠ : ٦ ؛ ناحوم ٢ : ١٠). وسيصرخ الابرار قائلين برعب: ”من يستطيع الوقوف“ ؟ و يتوقف الملائكة عن التسبيح ويرونُ صمت رهيب . ثم يُسمع صوت يسوع وهو يقول: ”تكفيكم نعمتي“. وحينئذ تلمع وجوه الابرار بالنور ويملأ الفرح كل قلب . وحينئذ يعزف الملائكة نغمة اعلى ويترنمون ثانية وهم يقتربون من الارض. GC 694.1