عندما اعطى سيمون الساحر الرسلَ اموالا ليشتري منهم القوة على اجراء المع جزات قال له بطرس: ”لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم“ (اعمال ٨ : ٢٠). لكنّ آلافا من الناس المتلهفين تمسكوا بعرض تتزل هذا، فكان ينصبّ في خزائنه سيل من الذهب والفضة . ان الخلاص الذي يمكن شراؤه بالمال أسهل من ذاك الذي يتطلب التوبة والايم ان والمجاهدة في مقاومة الخطيئة والانتصار عليها (انظر التذييل). GC 142.2
ولقد قاوم رجال العلم والتقوى تعليم الغفرانات هذا في الكنيسة الرومانية، كما وجد كثيرون ممن كانوا لا يؤمنون بالادعاءات التي لا يقرها العقل أو الوحي الالهي. ولكن لم يكن هنالك اسقف واحد لديه الجر أة الكافية التي تجعله يرفع صوته محتجا على تلك التجارة الآثمة . غير ان عقول الناس كان يساورها الاضطراب وعدم الاطمئنان . وقد بدأ كثيرون يتساءلون في لهفة وشوق عما اذا لم يكن الله عازما على أن يستخدم انسانا كوسيلة لتطهير كنيسته. GC 142.3
ومع أن لوثر كان أعظم البابويين تعص با، فقد امتلأ رعبا من الأدعاءات التجديفية التي تنطوي عليها المتاجرة بصكوك الغفران . كان كثيرون من المواظبين على سماع عظاته قد اشتروا بعض تلك الصكوك . وسرعان ما عادوا الى راعيهم معترفين بخطاياهم المتعددة . وكانوا ينتظرون الغفران لا لأنهم قد تابوا أو يرغبون في اصلاح حياتهم بل على أساس صكوك الغفران، فأبى لوثر أن يمنحهم الغفران، وأنذرهم أنهم ما لم يتوبوا ويصلحوا حياتهم فلا بد من هلاكهم في خطاياهم . ففي ارتباك عظيم عادوا الى تتزل يشتكون رفض معَّرفهم قبول صكوكه، وبعض منهم طلبوا اليه بكل جرأة أن يعيد اليهم نقودهم . فامتلأ الراهب غضبا وجعل يقذف أرهب اللعنات . ثم أمر باشعال نار في الميادين العامة وأعلن أنه ”قد حصل على تفويض من البابا بحرق كل الهراطقة الذين يتجرأون على مقاومة صكوك الغفران المقدسة التي يبيعها“ (٥٧). GC 143.1