باشر لوثر عمله بشجاعة كمدافع عن الحق. وسمُع صوته من المنبر وهو يوجه الى سامعيه إنذاراً حاراً مقدساً . وقد شرح للشعب ان الخطيئة كريهة جدا، وعلمهم انه يستحيل على الانسان بأعماله ان يقلل من جرمها أو يفلت من قصاصه ا. ولا شيء يخلص الخاطئ غير التوبة الى الله والايمان بالمسيح . ونعمة المسيح لا يمكن شراؤها، فهي هبة مجانية . ثم نصح الشعب بألا يشتروا صكوك الغفران بل ان ينظروا بالايمان الى الفادي المصلوب . واخبرهم عن اختباره المؤلم المرير في محاولته الفاشلة الحصول على الخلاص باذ لاله نفسه واعماله التكفيرية، واكد لسامعيه انه قد حصل على السلام والفرح لكونه صرف نظره عن نفسه وآمن بالمسيح. GC 143.2
واذ ثابر تتزل على تجارته ونشر ادعاءاته الالحادية عوَّل لوثر على الاقدام على احتجاج افعل ضد هذه الفضائح الصارخة وقد عرضت لذلك فرصة مؤاتية وسريعة. كانت توجد في كنيسة القلعة في وتنبرج كثير من الذخائر التي كانت تعرض على الشعب في بعض الايام المقدسة الخاصة، وكان يُمنح غفران كامل لكل من كانوا يزورون الكنيسة حينئذ ويقدمون اعترافاتهم . ولذلك كان الناس يفدون اليها افو اجا في تلك المناسبات، ومن أهمها عيد ”جميع القديسين“ الذي كان قد حان ميعاده . ففي عشية العيد انضم لوثر الى تلك الجموع التي كانت في طريقها الى الكنيسة وألصق على بابها ورقة كتب عليها خمسة وتسعين برهانا ضد صكوك الغفران . وقد أعلن استعداده لمناقشة كل من يعارض هذه البراهين، ومباحثة كل من يخالفه الرأي في الجامعة في اليوم التالي. GC 143.3
استرعت مقترحاته انتباه الجميع . وقرئت مرارا وتكرارا في كل اتجاه فحدث اهتياج عظيم في الجامعة وفي كل المدينة . وقد برهنت هذه المباحث ان سلط ة غفران الخطيئة والتجاوز عن القصاص لم تُمنح للبابا او لإنسان آخر . ان ذلك النظام كله حكاية مضحكة وحيلة لابتزاز المال بالتحايل على خرافات الشعب، وهو خدعة شيطانية لإهلاك نفوس كل من يثقون بتلك الادعاءات الكاذبة . وتبرهن بكل وضوح ايضا ان انجيل المسيح هو اثمن ذخر في الكنيسة، وان نعمة الله المعلنة فيه موهوبة مجانا لكل من يطلبونها بتوبة وايمان. GC 144.1