هذا الاهتمام الواسع النطاق أثار مخاوف السلطات البابوية آنذاك فوصل الى لوثر أمر بالحضور الى روما لاستجوابه في تهمة الهرطقة . وملأ هذا الامر قلوب اصدقائه رعبا وهلع ا. لقد عرفوا تمام هول الخطر الذي يتهدده في تلك المدينة الفاسدة التي كانت سكرى بدم شهداء يسوع، فعارضوا ذهابه الى روما وطلبوا أن يتم استجوابه في المانيا. GC 148.1
اجيبوا الى هذا الط لب وعُيِّن القاصد الرسولي ليستمع الى تلك القضية . وفي التعليمات التي وصلت اليه من البابا تقرّر ان لوثر قد صُنِّف في خانة الهراطقة، وقد اوصي نائب البابا بأن ”يحاكمه ويقيده من دون تأخير“. واذ ظل لوثر متشبثا برأيه وعجز مبعوث البابا عن القبض عليه شخصيا فقد اع طي السلطان بأن ”يُحرم لوثر من حماية القانون وان تصادر امواله وممتلكاته في انحاء المانيا كافة، وان يُنفى ويلعن ويُحرم من شركة الكنيسة جميع من لهم به صلة“ (٦٢). وأكثر من هذا فقد أوصى البابا رسوله بأن يستأصل تلك الهرطقة الوبائية تماما، وأن يحرم كل مسؤول في الكنيسة او الدولة، باستثناء الامبراطور، يبدي اهمالا في القبض على لوثر واتباعه وفي تسليمهم الى انتقام روما. هنا ظهرت روح البابوية على حقيقته ا. أننا لا نرى في هذه الوثيقة أي أثر للمبادئ المسيحية أو حتى للعدالة العادية . لقد كان لوثر بعيدا من روما بعدا قاصيا ولم تُعط له فرصة لايضاح موقفه او الدفاع عن نفسه، ومع ذلك فقبل فحص قضيته حُكم عليه اجمالا بالهرطقة، وفي اليوم نفسه انذر واتهم وحوكم وصدر عليه الحكم وذلك بواسطة الاب الاقدس المتأنق السيد الوحيد والمرجع المعصوم الاوحد للكنيسة والدولة. GC 148.2