كانت هذه ازمة خانقة اجتازه ا الاصلاح. فلمدى قرون طويلة كان حكم الحرم الذي تصدره روما يوقع الرعب في قلوب اقوى الملوك، بل لقد ملأ امبراطوريات قوية بالويل والخراب . واولئك الذين كان يقع عليهم ذلك الحكم كان جميع الناس ينظرون اليهم بخوف ورعب اذ كانوا يُبترون من معاشرة زملائهم ويعاملون على انهم طريدو العدالة، وكانوا يطاردون الى ان يُستأًصلو ا. ولم يكن لوثر غافلا عن العاصفة الموشكة ان تهب عليه، ولكنه مع ذلك ظل ثابتا متكلا على المسيح ليسنده ويحميه . فبايمان الشهيد وشجاعته كتب يقول: ”انا لا اعلم ما الذي سيحدث ولا اكترث لذلك ... لتسقط الضربة اينما تسقط فانا لست خائفا. انه لا تسقط ورقة يابسة على الارض من دون اذن ابين ا. فكم بالحري يهتم بنا ويرعان ا. انه امر بسيط أن يموت الانسان لأجل كلمة الله اذ ان الكلمة الذي صار جسدا قد مات هو نفسه . اننا ان متنا معه فسنحيا ايضا معه . واذ نمر بما قد مر هو به قبلنا فسنكون معه حيث هو ونعيش معه الى الابد“ (٧٤). GC 156.1
وعندما وصلت براءة البابا الى لوثر قال: ”اني ازدريها واهاجمها بصفتها إلحادية كاذبة ... ان المسيح نفسه هو الذي دين بموجبه ا. انني افرح لأني احتمل هذه الشرور في سبيل افضل دعوة . لقد شعرت بحرية اعظم في قلبي لأني قد عرفت اخيرا أن البابا هو المسيح الدجال، وان كر سيه هو كرسي الشيطان نفسه“ (٧٥). GC 156.2
ومع ذلك فان امر روما لم يكن عديم التأثير . لقد كان السجن والتعذيب والسيف اسلحة فعالة لارغام الناس على الطاعة . كان الناس الضعفاء والمتمسكون بالخرافات يرتعبون أمام مرسوم البابا، ورغم وجود عطف على لوثر، فلقد أحس كثيرون بأن الحي اة أغلى من ان يجازفوا بها في سبيل الاصلاح، وكان كل شيء يدل على أن عمل ذلك المصلح موشك على الانتهاء. GC 157.1
لكنّ لوثر لم يكن مع ذلك ليخاف . لقد قذفته روما بحروماتها، ولم يكن الناس يشكون في أنه إما أن يهلك وإما ان يرغم على الاستسلام، ولكنه بقو ة عظيمة قذف روما نفسها بحكم الادانة وأعلن على الملأ عزمه على تركها الى الابد . وفي حشد من الطلبة والاساتذة والمواطنين من كل الطبقات احرق لوثر براءة البابا والقوانين والاحكام البابوية وبعض المؤلفات التي تناصر سلطان الباب ا. ثم قال: ”لقد استطاع اعدائي باحراقهم كتبي ان يضعفوا تأثير دعوة الحق في عقول عامة الشعب ويهلكوا نفوسهم . فلهذا السبب عاملتهم بمثل معاملتهم وأحرقت كتبهم . لقد بدأ الآن صراع عنيف . كنت قبلا الاعب البابا. لقد بدأت هذا العمل باسم الله، وسيكمل من دوني وبقوته هو“ (٧٦). GC 157.2