كان الشيطان يحاول أن يحجب عن الناس معرفة الله ويحول انتباههم بعيداً عن هيكله ويوطد دعائم مملكة الظلام. فبدا وكان كفاحه في سبيل السيادة يوشك أن يكلل بالنجاح التام. نعم ، إننا نسلم بأن الله كان له رجاله الأمناء في كل عصر . وحتى بين الوثنيين وجد رجال كان الله يستخدمهم في رفع الشعب من أوحال الخطية والانحطاط . ولكن هؤلاء الرجال كانوا محتقرين ومكروهين . وكثيرون منهم ماتوا أشنع الميتات وأقواها . وهكذا زاد هول قتام الظلمة- التي لف فيها الشيطان العالم ML 32.3
وبواسطة الوثنية أبعد الشيطان الناس عن الله أجيالا طويلة. ولكنه أحرز أعظم انتصاراته إذ أفسد إيمان إسرائيل . وإذ تبع الوثنيون تصورات أفكار قلوبهم أضاعوا معرفة الله وأوغلوا في الفساد . وهذا يصدق أيضاً على إسرائيل . إن النظرية القائلة بأن الإنسان يستطيع أن يخلص نفسه بأعماله كانت هي أساس كل الديانات الوثنية ، وقد صارت نفس هذه الضلالة هي المبدأ السائد في الديانة اليهودية . والذي زرع هذه الفكرة هو الشيطان . والذين يدينون بهذا المبدأ ليس عندهم رادع يصدهم عن ارتكاب الخطية ML 32.4
إن رسالة الخلاص تُبلَّغ للناس بواسطة أناس مثلهم ، ولكن اليهود حاولوا احتكار الحق الذي هو حياة أبدية. لقد اختزنوا الحق الحي (المن) فتولد فيه الفساد . فذلك الدين الذي حاولوا أن يبقوه لأنفسهم صار كريها . لقد سلبوا الله مجده وغبنوا العالم بإنجيل زائف . إنهم إذ رفضوا تسليم ذواتهم لله لأجل خلاص العالم صاروا آلات طيعة في يد الشيطان لإهلاك البشرية ML 32.5