يقول يسوع “احملوا نيري عليكم”. إن النير هو أداة للخدمة . فالنير يوضع على أعناق الثيران لكي تشتغل ، والنير لازم كل اللزوم حتى يمكن أن يكون عملها مجديا . والمسيح يعلمنا بهذا المثل أننا مدعوون للخدمة طالما نحن عاملون في هذا العالم . يجب أن نحمل علينا نيره لكي نكون عاملين معه. ML 306.1
إن النير الذي يربطنا بالخدمة هو شريعة الله. إن شريعة المحبة العظيمة المعلنة في جنة عدن والتي نودي بها في سيناء وفي العهد الجديد المكتوب على القلب هو الذي يربط العمال العاملين من بني الإنسان بإرادة الله . فلو تركنا لنتبع ميولنا ورغائبنا ولنذهب إلى حيث تقودنا مشيئتنا فسنسقط بين صفوف الشيطان وستكون صفاتنا كصفاته . ولذلك يحصرنا الله في دائرة مشيئته التي هي سامية ونبيلة وتسمو بالنفس فوق الدنايا. إنه يريدنا أننا بكل صبر وحكمة نأخذ على عاتقنا القيام بالواجبات التي تفرضها علينا الخدمة . لقد حمل المسيح نفسه نير الخدمة في طبيعته البشرية . فهو القائل “أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت، وشريعتك في وسط أحشائي” (مزمور 40 : 8)، “لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني” (يوحنا 6 : 38). إن المحبة لله والغيرة على مجده والمحبة البشرية الساقطة هي التي أتت بيسوع إلى الأرض ليتألم ويموت . كانت هذه هي القوة التي سيطرت على حياته . وهو يأمرنا بأن نسير بموجب هذا المبدأ. ML 306.2