كثيرون قلوبهم متألمة ومعذبة تحت نير الهموم لأنهم يهتمون ببلوغ مقياس العالم. لقد اختاروا خدمة العالم واضطلعوا بارتباكاته وخضعوا لعاداته وهكذا تشوهت أخلاقهم وأمست حياتهم عبئا ثقيلا . فلكي يشبعوا طموحهم ورغائبهم الدنيوية يجرحون ضمائرهم ويحملون أنفسهم بأحمال جديدة هي أحمال الحسرة والندم . والهموم المستمرة الضاغطة عليهم تنهك قوى الحياة . ولكن السيد يريدهم أن يلقوا عنهم نير العبودية هذا ويدعوهم لقبول نيره قائلا لهم: “نيري هيّن وحملي خفيف” (متى 11 : 30). إنه يأمرهم أن يطلبوا أولا ملكوت الله وبره ويعدهم بأن كل الأشياء الأخرى اللازمة لهذه الحياة ستزاد لهم . إن إلهم أعمى ولا يمكنه رؤية المستقبل ، ولكن يسوع يعرف النهاية من البداية . وفي كل صعوبة قد أعد طريقا للنجدة . إن لدى أبينا السماوي آلاف الطرق للعناية بنا وإن كنا لا نعرف عنها شيئا . إن أولئك الذين يجعلون من خدمة الله ومجده المطلب الأسمى لهم سيجدون إن الارتباكات قد اختفت وسيجدون أمامهم طريقا واضحا للسير فيه. ML 307.1
يقول يسوع: “تعلّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم” (متى 11 : 29). علينا أن نلتحق بمدرسة المسيح ونتعلم منه الوداعة والتواضع . إن الفداء هو العملية التي بها يؤهل الإنسان للسماء . وهذا التأهل أو التدرب معناه معرفة المسيح ، ومعناه أيضا التحرر من كل الآراء والعادات والأعمال التي قد تلقنها الإنسان من مدرسة رئيس الظلمة فعلى النفس أن تتحرر من كل ما يناقض الولاء لله. ML 307.2