إن يسوع إذ كان سائرا في طريقه إلى أورشليم “دخل واجتاز في أريحا” (لوقا 19 : 1). فعلى مسافة أميال قليلة من الأردن في أقصى الغرب من الوادي الذي اتسع وامتد فصار سهلا ، كانت تقع تلك المدينة التي تحيط بها الأشجار الاستوائية والمراعي الخصبة وأشجار نخيلها وبساتينها الغنية التي كانت ترويها ينابيع حية مما جعلها تتألق كما لو كانت حجر زمرد في وسط تلك التلال الجيرية والكهوف الموحشة الواقعة بين أورشليم ومدينة السهل. ML 517.1
قوافل كثيرة وهي سائرة في طريقها إلى العيد اجتازت في أريحا . وكان وصول تلك القوافل إلى هناك مناسبة مبهجة سعيدة ، أما الآن فقد أثار الشعب اهتمام عميق ، فلقد عرف الناس أن المعلم الجليلي الذي كان قد أعاد الحياة إلى لعازر منذ عهد قريب كان بين تلك الجموع . ومع أن كثيرين كانوا يتهامسون في كل مكان عن مؤامرات الكهنة ضده فقد كان الناس جميعهم مشتاقين إلى تقديم آيات ولائهم له. ML 517.2
كانت أريحا إحدى المدن المفرزة منذ القديم لسكنى الكهنة . وفي ذلك الحين كان يسكن فيها عدد كبير منهم . على أن المدينة كان فيها أيضاً فريق يختلف اختلافا بينا عن الكهنة ، فقد كانت تلك المدينة مركزا عظيما للتجارة ، وكان هناك أيضاً الموظفون والجنود الرومان ، وأناس غرباء من أماكن بعيدة كانوا يوجدون هناك ، بينما جمع الضرائب جعل منها موطنا لكثيرين من العشارين. ML 517.3