تجمهر الفريسيون ملتفين حول يسوع عندما أجاب على سؤال الكاتب . فالتفت إليهم وسألهم قائلا: “ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟” وقد كان قصده بهذا السؤال اختبار اعتقادهم في مسيا ، ليرى ما إذا كانوا يعتبرونه مجرد إنسان أو يعتبرونه ابن الله . فأجابه جماعه منهم بفم واحد قائلين: “ابن داود” (متى 22 : 42). هذا كان اللقب الذي أطلقته النبوات على مسيا . عندما أظهر يسوع ألوهيته بآياته ومعجزاته العظيمة ، عندما شفى المرضى وأقام الموتى جعل الناس يتساءلون فيما بينهم قائلين: “أليس هذا هو ابن داود؟” إن المرأة الكنعانية وبارثيماوس الأعمى وكثيرين غيرهما كان كل يطلب منه قائلا: “ارحمني، يا سيد، يا ابن داود!” (متى 15 : 22). وإذ دخل راكبا إلى مدينة أورشليم هتفت له الجموع الفرحة قائلا: “أوصنا لابن داود! مبارك الآتي باسم الرب!” (متى 21 : 9)، كما رن في الهيكل صدى أصوات الأولاد الصغار وهم يرددون نفس ذلك الهتاف . ولكن كثيرين ممن كانوا يدعون يسوع ابن داود لم يعترفوا بألوهيته ، ولم يعترفوا أن ابن داود هو أيضا ابن الله. ML 573.4
وجوابا على قولهم إن المسيح هو ابن داود قال يسوع: “فكيف يدعوه داود بالروح (روح الإلهام من الله) ربا؟ قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فإن كان داود يدعوه ربا، فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة” (متى 22 : 43 — 46). ML 574.1