وإذ التفت المسيح إلى التلاميذ قال: “انظروا! لا يضلّكم أحد. فإن كثيرين سيأتون بإسمي قائلين: أنا هو المسيح! ويضلّون كثيرين” (متى 24 : 4، 5). سيظهر مسحاء كذلك كثيرون وسيدعون القدرة على صنع المعجزات ويعلنون أن وقت خلاص الأمة الإسرائيلية قد أتى . هؤلاء سيضلون كثيرين . وقد تمت أقوال المسيح . ففي الفترة التي مرت من موته إلى حصار أورشليم ظهر كثيرون من المسحاء الكذبة . ولكن هذا الإنذار مقدم أيضاً لنا نحن العائشين في هذا العصر . فنفس الأكاذيب التي راجت في الفترة التي سبقت خراب أورشليم قد راجت ولا تزال رائجة في كل المصور وإلى يومنا هذا. ML 595.1
“وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. انظروا، لا ترتاعوا. لأنه لا بد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد” (متى 24 : 6) قبل خراب أورشليم كان الناس يتقاتلون في طلب السيادة . فلقد قتل أباطرة ، وأقرب الأقربين إلى الملوك قتلوا وكانت هنالك حروب وأخبار حروب . وقد قال المسيح: “لا بد أن تكون هذه كلها” (متى 24 : 6)، “ولكن ليس المنتهى (نهاية الأمة اليهودية كأمة) بعد”. ثم استأنف المسيح كلامه فقال: “أنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن. ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع” (متى 24 : 6 — 8). وقال المسيح إن المعلمين إذ يرون هذه الآيات سيعلنون أنها أحكام الله على الأمم لأجل استعبادهم لشعبه المختار . وسيعلنون أيضاً أنها علامة مجيء مسيا . فلا تضلوا ولا يخدعنكم أحد فإنها مبتدأ أحكامه هو . لقد نظر الشعب إلى أنفسهم ولم يتوبوا أو يرجعوا حتى أشفي ارتدادهم . فالآيات التي يفسرونها على أنها علامات تحررهم من العبودية إنما هي آيات هلاكهم ثم قال أيضاً: “حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم، وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي. وحيئذ يعثر كثيرون ويسلّمون بعضهم بعضاً ويبغضون بعضهم بعضاً” (متى 24 : 9، 10) لقد كابد المسيحيون كل هذا . وقد سلم الآباء والأمهات أولادهم ، وسلم الأولاد والديهم ، كما سلم الأصدقاء أصدقاءهم إلى رجال السنهدريم . وتمم المضطهدون مقاصدهم إذ قتلوا استفانوس ويعقوب وغيرهما من المسيحيين. ML 595.2