لقد أعطى الله للأمة اليهودية فرصة أخرى عن طريق خدامه لعلهم يتوبون ، فأعلن ML 596.1
نفسه بواسطة شهوده في القبض عليهم ومحاكمتهم وطرحهم في أعماق السجون . ومع ذلك حكم عليهم قضاتهم بالموت . كانوا رجالا أفاضل ولم يكن العالم مستحقا لهم ، وإذ قتلهم اليهود فقد صلبوا ابن الله مرة أخرى . إن ذلك العمل سيتكرر . فالهيئات الحكومية ستسن شرائع وقوانين تحد من الحرية الدينية . وسينتحلون لأنفسهم السلطان الذي هو من حق الله وحده . وسيسوقهم الوهم إلى أن يظنوا أنهم قادرون على التحكم في ضمائر الناس التي ينبغي ألا يسيطر عليها أحد غير الله . وها هم قد بدأوا ذلك الآن وسيداومون على ذلك العمل ويتقدمون فيه شوطا بعيدا حتى يصلوا إلى حد لا يمكنهم أن يتجاوزوه . فالله لابد من ML 596.2
أن يتدخل للدفاع عن شعبه الأمناء المخلصين حافظي وصاياه. في كل مرة يثور فيها الاضطهاد يتخذ الذين يشهدونه قرارا إما إلى جانب المسيح أو ضده . فالذين يبدون عطفهم على من يحكم عليهم ظلما يبرهنون على تعلقهم بالمسيح. والآخرون يعثرون لأن مبادئ الحق تتعارض مع أعمالهم . وكثيرون يتعثرون ويسقطون ويرتدون عن الحق الذي كانوا قبلا يدافعون عنه . وأولئك الذين يرتدون في إبان المحاكمة يشهدون زورا على إخوتهم ويسلمونهم وذلك لكي يضمنوا سلامة أنفسهم . وقد حذرنا المسيح من هذا لكي لا نستغرب من التصرف القاسي غير الطبيعي الذي يختاره من يرفضون النور. ML 596.3
لقد أعطى المسيح تلاميذه علامة للخراب القادم على أورشليم وأرشدهم إلى وسيلة الهروب فقال: “ومتى رأيتم أورشليمم محاطة بجيوش، فحينئذ اعلموا أنه قد اقترب خرابها. حينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال، والذين في وسطها فيلفرّوا خارجاً، والذين في الكور فلا يدخلوها، لأن هذه أيام انتقام، ليتم كل ما هو مكتوب” (لوقا 21 : 10 — 22). هذا الإنذار أعطي ليعيه ويعمل به سامعوه بعد ذلك بأربعين سنة عند خراب أورشليم . وقد أطاع المسيحيون هذا الإنذار ولم يهلك واحد منهم عند سقوط المدينة. ML 596.4
قال المسيح: “وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا سبت” (متى 24 : 20). إن من قد صنع السبت لم يبطله ولا سمره بصليبه . إن السبت لم يبطل ولا ألغي بموت المسيح وإلا لما وجب تقديسه بعد الصلب بأربعين سنة . إذ كان على التلاميذ أن يواظبوا على الصلاة لمدة أربعين سنة حتى لا يكون هربهم في يوم سبت . ML 597.1