كان المسيح جالسا إلي المائدة مع تلاميذه في العلية في أحد بيوت أورشليم ، وكانوا قد اجتمعوا لممارسة الفصح ، إذ رغب المخلص في الاحتفاء بهذا العيد هذه المرة مع الاثني عشر وحدهم . كان يعلم أن ساعته قد أتت ، وكان هو نفسه خروف الفصح الحقيقي . وفي اليوم الذي كان الفصح سيؤكل فيه كان هو سيقدم ذبيحة . كان مزمعا أن يشرب كأس الغضب ، وكان عليه أن يقبل صبغة الآلام الأخيرة ، ولكن بقيت له ساعات هدوء قليلة بعد ، فكان ينبغي أن تُقضى تلك الساعات فيما يؤول لخير تلاميذه المحبوبين ونفعهم. ML 611.1
كانت حياة المسيح كلها حياة الخدمة وإنكار الذات . “لم يأت ليُخدم بل ليَخدم” (متى 20 : 28) - كان هذا هو الدرس المستفاد من كل عمل عمله ، ولكن تلاميذه لم يكونوا قد تعلموا ذلك الدرس بعد . ففي عيد الفصح الأخير هذا كرر يسوع هذا الدرس بمثال جعله يرسخ في أذهانهم وقلوبهم رسوخا دائما. ML 611.2
كانت الاجتماعات التي تضم يسوع وتلاميذه اجتماعات مفرحة للغاية ، وكانوا كلهم يقدرونها تقديرا عظيما . وفي كل مرة مورس فيها عشاء الفصح كانت هنالك مشاهد تتطلب اهتماما خاصا ، ولكن يسوع كان مضطربا في هذا العيد . لقد كان مثقل القلب ، وكان يغشي محياه ظلام حزن شديد . وإذ اجتمع مع تلاميذه في العلية لاحظوا أن شيئا ما محزنا كان يضغط نفسه ، ومع عدم معرفتهم السبب كانوا يشاركونه في حزنه. ML 611.3