Go to full page →

رحمة وعدل ML 724

ولكن مع كون الإنسان خاطئا فقد كان في موقف يختلف عن موقف الشيطان. لقد أخطأ لوسيفر وهو في السماء في نور مجد الله . وأعلنت له محبة الله بمقدار أعظم مما لم يحظ به أي مخلوق أخر . ومع إدراكه لصفات الله ومعرفته لصلاحه اختار أن يتبع إرادته الأنانية المستقلة . كان هذا الاختيار نهائيا قاطعا . ولم يكن هنالك ما يستطيع الله أن يفعله لأجله أكثر من ذلك ليخلصه . أما الإنسان فقد خدع إذ أظلمت عقله مغالطات الشيطان .ولم يكن يعرف شيئا عن علو محبة الله وعمقها . وكان له رجاء في معرفة محبة الله ، إذ حين يرى صفات الله على حقيقتها قد يجتذب إليه ثانية. ML 724.1

إن رحمة الله للبشر أعلنت بواسطة يسوع . إلا أن الرحمة لا تل غي العدل أو تلقيه جانبا . إن الشريعة تعلن صفات الله ولا يمكن تغيير نقطة واحدة أو حرف واحد ليتفق والإنسان في حالته الساقطة . لم يغير الله شريعته ولكنه ضحى بنفسه في المسيح لأجل فداء الإنسان . فإن “الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه” (2 كورنثوس 5 : 19). ML 724.2

إن الشريعة تتطلب البر- الحياة البارة والخلق الكامل . وهذا ما لا يستطيعه الإنسان إذ هو لا يستطيع القيام بمطاليب شريعة الله المقدسة . ولكن المسيح إذ أتى إلى الأرض كإنسان عاش حياة مقدسة واتصف بالكمال الخلقي . وهو يقدم هذا كله هبة مجانية لكل من يقبله . إن حياته تنوب عن حياة الناس . وهكذا يحصلون على غفران خطاياهم الماضية بواسطة صبر الله واحتماله . وأكثر من ذلك فإن المسيح يطبع صفات الله على قلوب الناس . وهو يبني خلق الإنسان على مثال صفات الله ، وهو بناء فخم من القوة والجمال الروحيين . وهكذا نرى أن نفس بر الناموس يتم في من يؤمن بالمسيح . فيمكن لله أن: “يكون باراَ ويبرّر من هو من الإيمان بيسوع” (رومية 3 : 26). ML 724.3

وقد عبر عن محبة الله في عدله بقدر ما عبر عنها في رحمته . إن العدل هو أساس كرسيه وثمرة محبته . لقد كانت غاية الشيطان أن يفصل الرحمة عن الحق والعدل . وحاول أن يبرهن على أن بر شريعة الله هو عدو السلام ، لكن المسيح يرينا أنهما في تدبير الله متحدان لا انفصال بينهما ، فالواحد منهما لا وجود له بدون الآخر “الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما” (مزمور 85 : 10). ML 725.1

لقد برهن المسيح بحياته وموته على أن عدل الله لم ينقض رحمته ، بل أن الخطية يمكن أن تغفر، وأن الشريعة عادلة ويمكن إطاعتها طاعة كاملة. وقد دحضت اتهامات الشيطان، كما قدم الله للإنسان برهانا لا يخطئ على محبته. ML 725.2