Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    رحمة وعدل

    ولكن مع كون الإنسان خاطئا فقد كان في موقف يختلف عن موقف الشيطان. لقد أخطأ لوسيفر وهو في السماء في نور مجد الله . وأعلنت له محبة الله بمقدار أعظم مما لم يحظ به أي مخلوق أخر . ومع إدراكه لصفات الله ومعرفته لصلاحه اختار أن يتبع إرادته الأنانية المستقلة . كان هذا الاختيار نهائيا قاطعا . ولم يكن هنالك ما يستطيع الله أن يفعله لأجله أكثر من ذلك ليخلصه . أما الإنسان فقد خدع إذ أظلمت عقله مغالطات الشيطان .ولم يكن يعرف شيئا عن علو محبة الله وعمقها . وكان له رجاء في معرفة محبة الله ، إذ حين يرى صفات الله على حقيقتها قد يجتذب إليه ثانية. ML 724.1

    إن رحمة الله للبشر أعلنت بواسطة يسوع . إلا أن الرحمة لا تل غي العدل أو تلقيه جانبا . إن الشريعة تعلن صفات الله ولا يمكن تغيير نقطة واحدة أو حرف واحد ليتفق والإنسان في حالته الساقطة . لم يغير الله شريعته ولكنه ضحى بنفسه في المسيح لأجل فداء الإنسان . فإن “الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه” (2 كورنثوس 5 : 19).ML 724.2

    إن الشريعة تتطلب البر- الحياة البارة والخلق الكامل . وهذا ما لا يستطيعه الإنسان إذ هو لا يستطيع القيام بمطاليب شريعة الله المقدسة . ولكن المسيح إذ أتى إلى الأرض كإنسان عاش حياة مقدسة واتصف بالكمال الخلقي . وهو يقدم هذا كله هبة مجانية لكل من يقبله . إن حياته تنوب عن حياة الناس . وهكذا يحصلون على غفران خطاياهم الماضية بواسطة صبر الله واحتماله . وأكثر من ذلك فإن المسيح يطبع صفات الله على قلوب الناس . وهو يبني خلق الإنسان على مثال صفات الله ، وهو بناء فخم من القوة والجمال الروحيين . وهكذا نرى أن نفس بر الناموس يتم في من يؤمن بالمسيح . فيمكن لله أن: “يكون باراَ ويبرّر من هو من الإيمان بيسوع” (رومية 3 : 26).ML 724.3

    وقد عبر عن محبة الله في عدله بقدر ما عبر عنها في رحمته . إن العدل هو أساس كرسيه وثمرة محبته . لقد كانت غاية الشيطان أن يفصل الرحمة عن الحق والعدل . وحاول أن يبرهن على أن بر شريعة الله هو عدو السلام ، لكن المسيح يرينا أنهما في تدبير الله متحدان لا انفصال بينهما ، فالواحد منهما لا وجود له بدون الآخر “الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما” (مزمور 85 : 10).ML 725.1

    لقد برهن المسيح بحياته وموته على أن عدل الله لم ينقض رحمته ، بل أن الخطية يمكن أن تغفر، وأن الشريعة عادلة ويمكن إطاعتها طاعة كاملة. وقد دحضت اتهامات الشيطان، كما قدم الله للإنسان برهانا لا يخطئ على محبته.ML 725.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents