Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الحاجة إلى الصلاة

    هذا ، وإن المسيح يوجه نفس كلام الرفق والحنان إلى خدامه اليوم تماما كما قد وجهه إلى تلاميذه. فهو يقول لكل المنهوكين والمتعبين . “ تعالوا أنتم منفردين .. واستريحوا”. ليس من الحكمة أن يكون الإنسان دائما تحت إجهاد العمل وضغطه المثير حتى وهو يخدم حاجات الناس الروحية ، لأن الخادم في هذه الحالة يهمل التقوى الشخصية ويحل الإرهاق الشديد بقوى العقل والنفس والجسد . نعم إنه يطلب من تلاميذ المسيح أن ينكروا ذواتهم ولابد لهم من أن يضحوا بأشياء ، إنما يجب الحذر لئلا بسبب الغيرة الزائدة عن الحد يستفيد الشيطان من ضعف البشرية فيشوه عمل الله أو يتعطل.ML 339.2

    وفي تقدير معلمي اليهود كانت خلاصة الدين أن يعيش الإنسان في غمرة ضجيج النشاط والعمل. وكانوا يعتمدون على بعض الممارسات الخارجية للإعلان عن تقواهم الممتازة . وهكذا فصلوا أرواحهم عن الله واتكلوا على الكفاية الذاتية . ولا تزال نفس تلك المخاطر باقية . فإذ يزيد نشاط الناس وينجحون في أي عمل يقومون به لله فهناك يكمن خطر الإركان إلى الخطط والوسائل البشرية . والإنسان في هذه الحالة يقلل من الصلاة والإيمان. فنحن كالتلاميذ معرضون لخطر إغفال الاستناد على الله والسعي في جعل نشاطنا مخلِّصا لنا . إننا بحاجة دائمة للنظر إلى يسوع موقنين بأن قوته هي التي تنجزML 339.3

    العمل. ففي حين أنه ينبغي لنا أن نكد ونتعب بكل غيرة لأجل خلاص الهالكين علينا أيضاً أن نقضي وقتا في التفكير والتأمل والصلاة ودرس كلمة الله . إن العمل الذي يتم بقوة الصلاة الحارة بدون ملل ، والذي يتقدس باستحقاق المسيح هو وحده الذي يتبرهن في النهاية أنه فعال للخير.ML 340.1

    إنه لم تكن هنالك حياة مزدحمة بالأعمال والمسئوليات كما كانت حياة يسوع ، ومع ذلك فما أكثر المرات التي وجد فيها وهو يصلي! وكم كانت شركته مع الله متصلة ودائمة! ومرارا عديدة في تاريخ حياته الأرضية نجد مثل هذه الشهادات “وفي الصباح الباكر جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلّي هناك“. ” فاجتمع جموع كثيرة لكي يسمعوا ويشفوا به من أمراضهم. وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي”، “وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلّي. وقضى الليل كلّه في الصلاة لله” (مرقس 1 : 35 ؛ لوقا 5 : 15 و 16 ؛ 6 : 12).ML 340.2

    إن المخلص في حياته التي كرسها بجملتها لخير الآخرين وجد أنه من الضروري له أن يعتزل بعيدا عن ضجة العالم وضوضائه ، وبعيدا عن الجموع التي كانت تتبعه يوما بعد يوم ، رأى أنه يجب عليه أن يتنحى عن حياة النشاط الذي لا ينقطع والاتصال بالناس المحتاجين ليطلب مكانا يعتكف فيه ليتحدث مع الآب حديثا متصلا. وكواحد منا يشاطرنا حاجاتنا وضعفاتنا كان معتمدا بالتمام على الله ، وفي مخدع الصلاة كان يطلب قوة الله لكي يتشدد في القيام بواجباته ويصمد أمام التجارب . وفي عالم الإثم هذا احتمل يسوع المصارعات والعذاب النفسي . وفي حديثه مع الآب كان يطرح عن كاهله الهموم والأحزان التي كادت تسحقه . وهنا كان يجد العزاء والفرح.ML 340.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents