Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    في صراع مع الشيطان

    كان المسيح الآن في موقف يختلف عن كل المواقف التي وقفها من قبل. إن النبي يصف آلامه أجمل وأدق وصف حين يقول: “استيقظ يا سيف على راعي، وعلى رجل رفقتي، يقول رب الجنود” (زكريا 13 : 7). فكبديل وضامن للإنسان الخاطئ كان لا بد للمسيح أن يتألم تحت عدالة الله . وقد رأى عن اختبار ما معنى العدل . كان قبل ذلك شفيعا في الآخرين ، أما الآن فها هو يتوق إلى من يشفع فيه.ML 650.4

    وإذ أحس المسيح بأن اتحاده بالآب قد انفصم. كان يخشى لئلا يعجز وهو في طبيعته البشرية عن الصمود في الصراع الذي كان قادما عليه ضد قوات الظلمة . في بريةML 650.5

    التجربة كان مصير الجنس البشري مستهدفا للخطر. ولكن المسيح انتصر حينئذ . أما الآن فها المجرب قد جاء لكي يشتبك مع يسوع في المعركة الأخيرة الحاسمة . وقد ظل يتأهب لهذه المعركة مدى ثلاث سني خدمة المسيح . كان كل شيء مهددا بالخطر بالنسبة إلى الشيطان . فإذا أخفق هنا فقد ضاع أمله في السيادة ، وممالك العالم تصير للمسيح أخيراً ، وهو نفسه سيقهر ويطرح خارجا . أما إذا انغلب المسيح فالأرض تصر مملكة للشيطان وسيصير الجنس البشري تحت سلطانه إلى الأبد . وإذ كانت نتيجة المعركة ماثلة أمام المسيح كانت نفسه ممتلئة بالرعب والذهول بسبب انفصاله عن الله . وقد قال له الشيطان إنه إن صار ضامنا للعالم الشرير فقد يصبح انفصاله عن الله أبديا وسيكون هوضمن رعايا مملكة الشيطان ولن يكون واحدا مع الله فيما بعد.ML 651.1

    وأي نفع يجَتنى من وراء هذه التضحية ؟ وكم بدت ذنوب الناس وجحودهم أمرا ميؤوسا منه ! وأظهر الشيطان الموقف للفادي في أقسى صورة إذ قال له إن الناس الذين يدعون لأنفسهم حق السيادة على الكل في الامتيازات الزمنية والروحية قد رفضوك ، وهم يطلبون إهلاكك أنت أساس ومركز وختم المواعيد المقدمة لهم كشعب الله الخاص . وها واحد من تلاميذك الذي أصغى إلى تعاليمك وكان في طليعة العاملين في أوجه نشاط الكنيسة مزمع أن يسلمك ، وها واحد آخر من أشد أتباعك غيرة سينكرك ، والجميع سيتركونك ويهربون . كان المسيح بكل كيانه ينفر من هذا الفكر ويمقته . فكون أولئك الذين شرع في تخليصهم ، والذين قد أحبهم إلى هذا الحد ينضمون إلى الشيطان في مؤامراته — هذا طعن نفسه في الصميم . لقد كان صراعا رهيبا ، قياسه هو إثم أمته والمشتكين عليه ومسلمه وإثم العالم الذي وضع في الشرير . وقد ضغطت خطايا الناس بكل ثقلها على قلب المسيح ، وكاد شعوره بغضب الله على الخطية يسحقه ويقضي عليه.ML 651.2

    انظروه وهو يتأمل في فداحة الثمن الذي عليه أن يدفعه لفداء نفس الإنسان. وهو في شدة عذابه يتشبث بالأرض الباردة كأنما يحاول منع نفسه من الابتعاد عن الله أكثر . وها ندى الليل الشديد البرودة يسقط على جسمه المنطرح على الأرض ولكنه يلتفت إليه . وها شفتاه الشاحبتان تنفرجان عن هذه الصرخة: “يا أبتاه، إن أمكن فاتعبر عني هذه الكأس” ومع ذلك فهو يضيف هذا القول: “ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت” (متى 26 : 39).ML 651.3

    إن القلب البشري يشتاق إلى من يعطف عليه في آلامه. وقد أحس المسيح بهذا الشوق في أعماق كيانه . ففي غمرة آلامه النفسية الهائلة أتى إلى تلاميذه برغبة وشوق لعله يسمع بعض عبارات التعزية من أفواه خاصته هؤلاء الذين طالما باركهم وعزاهم وسترهم من هول الحزن والضيق . فذاك الذي كان فمه دائما ينطق في مسامعهم بألفاظ العطف كان الآن يحتمل آلاما فوق طاقة البشر وكان يتوق لأن يعرف أنهم يصلون لأجله ولأجل أنفسهم . كم ظهرت الخطية قاسية في شدة ظلامها وخبثها ! قاسية كانت تجربة ترك الجنس البشري يحصد ثمار إثمه بينما يقف هو بارا أمام الله . ولو أمكنه أن يعرف أن تلاميذه يدركون هذا ويقدرونه لكان يتشدد ويتقوى.ML 652.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents