Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    ديانة بلا بر

    حسب معلمو الشريعة برهم جوازا به يدخلون السماء ، ولكن يسوع أعلن أنه غير جدير أو كاف. فالطقوس الخارجية والمعرفة النظرية للحق هي التي تكونت منها عناصر بر الفريسيين . لقد ادعوا أنهم قديسون عن طريق اجتهادهم في حفظ الناموس . ولكنهم بأعمالهم فصلوا البر عن الديانة . وإذ كانوا مدققين في ممارسة الفرائض والطقوس كانت حياتهم حياة الانحطاط والنجاسة . وبرهم الذي كانوا يتشدقون به لن يدخلهم إلى ملكوت السماوات.ML 285.2

    إن أعظم خداع للعقل البشري في أيام المسيح كان اعتقاد الناس أن مجرد الموافقة على الحق يكون البر. وفي كل اختبارات الناس تبرهن أن معرفة الحق معرفة نظرية غير كافية لتخليص النفس ، ولا تثمر ثمار البر . إن التحمس في مراعاة ما يسمى بالحق اللاهوتي مصحوب دائما بكراهة الحق الجوهري الحقيقي الظاهر في الحياة ، كما أن أشد صفحات التاريخ سوادا مشحونة بأنباء الجرائم التي قد ارتكبها قوم متدينون متعصبون لمبادئهم . لقد ادعى الفريسيون أنهم أولاد إبراهيم ، وكانوا يفخرون بأنهم قد استؤمنوا على أقوال الله ، ولكن هذه الامتيازات لم تحفظهم من الأنانية أو الخبث أو الطمع في المكسب الحرام ، وأحط الرياء . لقد تصوروا أنهم أعظم أهل الدنيا تدينا ، ولكن الاستقامة التي كانوا يدعونها لأنفسهم ساقتهم أخيرا إلى أن يصلبوا رب المجد.ML 285.3

    إن نفس هذا الخطر لا يزال باقيا. فكثيرون يعتبرون أنه أمر مسلم به أنهم مسيحيون لمجرد كونهم يعتنقون عقائد لاهوتية خاصة ، ولكنهم لم يمارسوا الحق في حياتهم العملية .فهم لم يؤمنون به ولا أحبوه ولذلك لم يحصلوا على القوة والنعمة اللتين تأتيان عن طريق تقديس الحق . قد يعترف الناس بإيمانهم بالحق ، و لكن إذا لم يجعلهم الحق مخلصين ومشفقين وطويلي الأناة ، وما لم يجعل تفكيرهم سماويا فإنه يصير لعنة عليهم ، وعن طريق قدوتهم وتأثيرهم يصير لعنة للعالم.ML 286.1

    أما البر الذي علم به المسيح فهو جعل القلب والحياة في وفاق مع إرادة الله المعلنة. ويمكن للناس الخطاة أن يصيروا أبرارا فقط لكونهم يؤمنون بالله ويتصلون به اتصالا حيويا . حينئذ ترفع التقوى الحقيقية أفكارهم وتسمو بها وتجعل حياتهم حياة النبل والإصلاح . وحينئذ تصير طقوس الديانة الخارجية في حالة توافق مع طهارة المسيحى القلبية . وعندئذ لا تصبح الطقوس المطلوبة في خدمة الله طقوسا عديمة المعنى كطقوس الفريسيين المرائين.ML 286.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents