Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    وليمة سكر ومجون

    فلما جاء ذلك اليوم العظيم وكان الملك وأشرافه يأكلون ويسكرون أرسلت هيروديا ابنتها إلى دار الوليمة لترقص احتفاء بالضيوف. كانت سالومي في شرخ شبابها فاستأسر جمالها الشهواني الخلاب ألباب أولئك الأشراف المعربدين . لم يكن أمرا مألوفا أن تظهر سيدات البلاط في مثل تلك الولائم . وقد قدمت كلمة ثناء خادعة لهيرودس عندما رقصت ابنة كهنة إسرائيل وأمرائهم هذه لتسلية الضيوف والترفيه عنهم.ML 200.4

    ولكن الخمر أفقدت الملك وعيه فتسلطت عليه الشهوة وخلع العقل عن عرشه. فلم يعد الملك يرى غير تلك الدار التي كان يشيع فيها السرور ، والضيوف من حوله يطربون ويعربدون ، ومائدة الوليمة والخمر المرقرقة والأنوار المتلألئة وتلك الشابة ترقص أمامه. ففي لحظة الطيش تلك أراد الملك أن يبدي بعض المفاخرة والمباهاة ليرتفع قدره في نظر عظماء المملكة . فوعد ابنة هيروديا بقسم أن يعطيها كل ما تطلب ولو إلى نصف مملكته.ML 200.5

    فأسرعت سالومي إلى أمها لتستشيرها فيما تطلب. وكان جواب الأم حاضرا - رأس يوحنا المعمدان . لم تكن سالومي تعلم شيئا عن شهوة الانتقام التي كانت أمها تضمرها في قلبها فأجفلت من التقدم بهذا الطلب. ولكن عزم هيروديا انتصر. فعادت الفتاة لتقدم ذلك الطلب المخيف قائلةً: “أريد أن تعطيني حالاً رأس يوحنا المعمدان على طبق” (مرقس 6 : 25).ML 200.6

    ذُهل الملك وتحير وكف الضيوف عن طربهم وعربدتهم وساد على كل أولئك المدعوين السكارى سكون مشؤوم ، وأصاب الملك رعب عظيم عندما فكر في قتل يوحنا. ومع ذلك فقد كان مرتبطا بوعده ، ولم يكن يريد أن يبدو أمام تلك الجماعة كمن هو طائش أو متقلب في رأيه. لقد نطق بقسمه إكراما لضيوفه فلو أن أحدا منهم اعترض على إجابة ذلك الطلب الوحشي لكان الملك بكل سرور يبقى على حياة النبي . وقد أعطاهم فرصة ليتكلموا دفاعا عن الأسير . كانوا قبلا يسافرون مسافات طويلة ليسمعوا كرازة يوحنا وكانوا يعرفون أنه خادم الرب الذي لم يرتكب جرما . ولكن مع أن طلب تلك الفتاة كان صدمة عنيفة لهم فإن الخمر كانت قد ذهبت بألبابهم فلم يتقدم أحد بكلمة احتجاج ، ولم يرتفع صوت لإنقاذ حياة رسول السماء . كان هؤلاء القوم يحتلون مراكز عظيمة تنطوي على مسؤوليات خطيرة ، ومع ذلك فقد أقبلوا على الأكل والسكر حتى تاه وعيهم وفارقهم شعورهم . كانت أصوات الموسيقى والرقص قد أدارت رؤوسهم فنامت ضمائرهم وهجع وجدانهم . ففي صمتهم حكموا بالموت على نبي الله لإشباع حب الانتقام في نفس تلك المرأة الخليعة المتهتكة.ML 201.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents