Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    في ما لأبيه

    فأجابهما يسوع بقوله: “ لماذا كنتما تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي؟” (لوقا 2 : 49). وإذ بدا أنهما لم يفهما كلامه أشار إلى السماء . وقد أشرق على وجهه نور أدهشهما . لقد كانت الألوهية تشع بنورها من خلال البشرية أنهما حين وجداه في الهيكل جعلا يصغيان إلى الحديث الذي دار بينه وبين المعلمين وقد اندهشا من أسئلته وإجاباته . لقد جعل كلامه خواطر متعددة تتوارد في عقليهما مما لا ينسيانه البتة.ML 66.4

    لقد تعلما درسا من السؤال الذي وجهه إليها حين قال لهما: “أَلَم تَعلَما أَنَّه ينْبغي أَنْ أَكُونَ في ما لأَبِي؟” . لقد كان يسوع مشغولا بالعمل الذي أتى من السماء ليعمله . أما يوسف ومريم فقد أهملا عملهما . لقد أكرمهما الله إكراما ساميا في كونه أودع ابنه بين أيديهما . لقد وجه الملائكة خطوات يوسف في الطريق السوي ليحفظ حياة يسوع ، ولكنهما لم يعثرا عليه مدة يوم كامل . وكان ينبغي ألاّ ينسياه لحظة واحدة . فلما زايلهما الجزع لم يلوما نفسيهما بل وجها الملامة إليه .ML 67.1

    كان أمرا طبيعيا أن ينظر أبوا يسوع إليه على أنه ابنهما. فلقد كان معهما كل يوم وكانت حياته شبيهة بحياة غيره من الفتيان من نواح كثيرة ، فكان من الصعب عليهما أن يدركا أنه ابن الله . وكانا في خطر الإخفاق في تقدير البركة الممنوحة لهما بوجود فادي العالم معهما . إن الحزن الناشئ عن افتراقهما عنه والتوبيخ الرقيق الذي كانت تحمله كلماته كان القصد منهما إقناعهما بقدسية الوديعة المسلمة لهما.ML 67.2

    إن يسوع في جوابه لأمه أظهر لأول مرة أنه كان يفهم علاقته بالله. فقبل ولادته قال الملاك لمريم: “هذَا يكُونُ عظيما ، وَابن الْعلي يدعى ، وَيعطيه الربُّ الإِله كُرسي دَاوُدَ أَبِيه” (لوقا 1 : 32 و 33). وكانت مريم تحفظ هذا الكلام متفكرة به في قلبها . ومع ذلك ففي حين أنها كانت تؤمن أن ابنها هو مسيح إسرائيل فهي لم تفهم طبيعة رسالته . لم تفهم الآن معنى كلامه ولكنها فهمت أنه قد تنصل من قرابته ليوسف وأعلن بنوته لله.ML 67.3

    لم يكن يسوع يتجاهل علاقته بأبويه الأرضيين ، فعاد معهما من أورشليم إلى بيتهم في الناصرة ، وأعانهما على حياة الكدح ، إلاّ أنه أخفى في نفسه سر رسالته منتظرا ، بخضوع ، مجيء الوقت المعين له للبدء في عمله. لقد مر ثمانية عشر عاما منذ تحقق من أنه ابن الله ، واعترف بالصلة التي تربطه ببيته في الناصرة ، وكان يقوم بواجباته كابن وأخ وصديق ومواطن.ML 67.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents