Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    “أنا عطشان”

    حين انقشعت الظلمة بعيدا عن روح المسيح المتضايقة أحس بآلامه الجسدية فصرخ قائلاً: “أنا عطشان” (يوحنا 19 : 28). فإذ رأى أحد الجنود الرومان شفتي المخلص المحترقتين عطشا أخذته الشفقة فتناول إسفنجية ووضعها على زوفا وغمسها في إناء به خل وقدمها ليسوع . أما الكهنة فكانوا يهزأون بآلامه وعذابه . عندما غطت الظلمة الأرض امتلأت قلوبهم رعبا وهلعا . فلما خفت حدة الخوف والرعب عاد إليهم الخوف مرة أخرى لئلا يهرب يسوع منهم . وقد حرفوا كلام المسيح عندما صرخ قائلا: “إلوي، إلوي، لما شبقتني؟” فباحتقار وازدراء عظيمين قالوا : “هوذا ينادي إيليا”. وقد رفضوا آخر فرصة أتيحت لهم لإغاثته بل قالوا: “اترك. لنرى هل يأتي إيليا يخلّصه!” (مرقس 15 : 34 و 35 ؛ متى 27 : 49).ML 716.2

    إن ابن الله الذي بلا عيب علق على الصليب وتمزق جسمه من أثر الجلد. وتانك اليدان اللتان طالما امتدتا لكي تباركا الناس سمرتا على الصليب الخشبي ، وتانك القدمان اللتان لم تكلا من الانتقال من هنا إلى هناك للقيام بخدمات المحبة دقت فيهما المسامير التي نفذت إلى خشبة الصليب ، وذلك الرأس الملكي الذي وخزه إكليل الشوك ، وتانك الشفتان المرتعشتان وهما تصرخان صرخات الألم والويل ، وكل ما قد احتمله — قطرات الدم النازلة من رأسه ويديه وقدميه ، والعذاب ، الذي صهر كل جسمه ، والآلام التي لا ينطق بها والتي غمرت نفسه عندما حجب الآب وجهه عنه — كلها تنطق بأفصح لسان لتحدث كل فرد من بني الإنسان معلنة وقائلة: لأجلك رضي ابن الله أن يحمل عبء الذنوب الثقيل هذا . ولأجلك يسلب أسلاب الموت ويفتح أبواب الفردوس . فذاك الذي سكن أمواج البحر الصاخبة ومشى فوق لجج المياه الثائرة ، والذي أرعب الشياطين وجعل الأمراض تهرب من حضرته ، والذي فتح أعين العميان وأعاد للموتى الحياة — يقدم نفسه على الصليب ذبيحة وذلك حبا بك . إنه هو حامل الخطايا يحتمل غضب الله العادل ولأجلك صار خطية بذاتها.ML 717.1

    وقف أولئك المشاهدون صامتين يرقبون نهاية ذلك المشهد المخيف وقد عادت الشمس لتشرق من جديد ، ولكن الصليب ظل مكتنفا بالظلام . تطلع الكهنة والرؤساء إلى أورشليم ، وإذا بهم يرون السحاب الكثيف ينعقد في سماء المدينة وفوق سهول اليهودية. إن شمس البر ونور العالم كان يسحب نوره بعيدا عن أورشليم المدينة التي كانت قبلا محبوبة وقد تمتعت بإحسانات كثيرة . أما الآن فهوذا سهام بروق غضب الله الشديدة تصوب إلى تلك المدينة المحكوم عليها بالهلاك.ML 717.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents