Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    “انقضوا هذا الهيكل”

    لقد أراهم يسوع آية ، وإذ أشرق بنوره في قلوبهم وصنع أمامهم الأعمال التي كان مسيا مزمعا أن يعملها قدم لهم البرهان المقنع على صفته ومقامه. فالآن إذ سألوه آية أجابهم بمثل مبرهنا بذلك على معرفته لحقدهم وخبثهم وإلى أي نهاية سيوصلهم حقدهم ، فقال : “اْنقُضوا هَذا اْلهيكلَ ، وَفي ثَلاَثة أَيامٍ أُقيمه” (يوحنا 2 : 19).ML 142.3

    كان معنى هذا الكلام مزدوجا ، فهو لم يشر فقط إلى نقض هيكل اليهود والعبادة التي تُقام فيه بل إلى موته هو- أي نقض هيكل جسده. وهذا ما كان اليهود يتآمرون لعمله من قبل . فإن الكهنة والرؤساء بعدما عادوا إلى الهيكل كانوا قد ارتأوا قتل يسوع وبذلك يزيحون هذا الشخص المزعج من طريقهم . ومع ذلك فعندما كشف لهم عن قصدهم لم يفهموه . لقد فهموا كلامه على أنه ينطبق فقط على الهيكل الذي في أورشليم. فصاحوا يقولون في غضب: “في ستٍّ وَأَرْبعين سَنةً بني هَذا اْلهيكلُ ، أَفأَنتَ في ثَلاَثة أَيامٍ تُقيمه؟” (يوحنا 2 : 20). والآن تأكدوا من وجود مبرر لعدم إيمانهم به ، فزادوا من إصرارهم على رفضه .ML 142.4

    لم يكن المسيح يقصد أن يفهم اليهود العديمو الإيمان أقواله حتى ولا تلاميذه حينئذ ، إذ عرف أن أعداءه سيحرفون أقواله ويحاربونه بها، وعند محاكمته سيحيكون من هذا الكلام اتهاما لإدانته. وإذ يعلق على صليب جلجثة سيلقون به في وجهه للتقريع والزراية به .ولكن لو فسره آنئذ لعلم تلاميذه أنه مزمع أن يتألم فذلك سيجلب عليهم أحزانا لم يكونوا يستطيعون احتمالها حتى ذلك الحين . وذلك التفسير سيكشف لأول ئك اليهود قبل الأوان عواقب تعصبهم وعدم إيمانهم . لقد بدأوا فعلا السير في طريق الإجرام وسيوغلون فيه إلى أن يساق يسوع كشاة إلى الذبح.ML 143.1

    نطق المسيح بهذه الأقوال لأجل صالح الذين يؤمنون به. وعرف أن ذلك القول سيتكرر. وإذ نطق به في عيد الفصح فسيسمعه آلاف الناس فينتقل إلى كل أنحاء العالم . وبعد قيامته من الأموات يتضح معنى هذا الكلام ، ويكون برهانا مقنعا لكثيرين على ألوهية يسوعML 143.2

    إنه بسبب الظلام الروحي الذي كان جاثما على القلوب لم يكن حتى تلاميذ يسوع أنفسهم يفهمون تعاليمه. ولكن الكثير من تلك التعاليم وضحت لهم في الحوادث التي جرت فيما بعد . وبعد صعوده حينما لم يعد يسير معهم على الأرض كان كلامه سندا لقلوبهم.ML 143.3

    وفيما يختص بهيكل أورشليم فإن قول المسيح: “اْنقُضوا هَذا اْلهيكلَ ، وَفي ثَلاَثة أَيامٍ أُقيمه” كان له معنى أعمق مما قد فهمه سامعوه . لقد كان المسيح هو أساس الهيكل وحياته. وكانت الخدمات التي تقام فيه رمزا إلى ذبيحة ابن الله . وكان نظام الكهنوت قد أقيم كرمز لشفاعة المسيح وعمله . إن نظام الذبائح المختص بالعبادة كله كان رمزا لموت المخلص لأجل فداء العالم ، ومتى تمت الحادثة العظيمة التي كانت تلك الذبائح تشير إليها منذ أجيال طويلة فلن تكون لها أية فاعلية أو تأثير.ML 143.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents