Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    دوافع في متجددة

    بدأ سمعان الآن يرى نفسه في نور جديد. رأى كيف اعتبرت مريم في نظر ذاك الذي هو أعظم من نبي . ورأى أن المسيح بعينيه الحادتين الكاشفتين للمستقبل قرأ ما يكنه له قلبها من آيات الحب والتكريس . فاستبد بقلبه خجل عظيم وتحقق أنه في حضرة شخص يفوقه في كل شيء.ML 531.4

    استطرد المسيح فقال: “ إني دخلت بيتك، وماء لأجل رجلي لم تعط. وأما هي (مريم) فقد غسلت رجلي بالدموع (دموع التوبة المدفوعة بالمحبة) ومسحتهما بشعر رأسها. قبلة لم تقبلني، وأما هي (التي تحتقرها) فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي” (لوقا 7 : 44، 45). ردد المسيح على مسمع سمعان الفرص التي كانت لديه لإظهار حبه لسيده وتقديره لما قد صنعه به . وقد أكد المخلص لتلاميذه بكل وضوح ، وإنما بكل رقة ولباقة ، أن قلبه يحزن عندما يهمل أولاده أن يقدموا له الشكر بالكلام وأعمال المحبة.ML 531.5

    إن ذاك الذي هو فاحص القلوب عرف الدافع الذي دفع مريم إلى أن تتصرف هكذا ، كما عرف الروح التي ألهمت سمعان بأن يقول ما قال . قال له السيد: “أتنظر هذه المرأة؟” (التي تقول إنها خاطئة) “أقول لك: قد غفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبّت كثيراً. والذي يغفر له قليل يحب قليلاً” (لوقا 7 : 44، 47).ML 532.1

    إن فتور محبة سمعان وإهماله للمخلص برهنا على قلة تقديره للرحمة الممنوحة له .لقد ظن أنه أكرم يسوع بدعوته إياه إلى منزله. أما الآن فقد رأى نفسه على حقيقتها . ففي حين كان يظن أنه مطلع على أفكار قلب ضيفه كان ضيفه يقرأ أفكار قلبه . رأى كم كان حكم المسيح عليه صائبا وحقيقيا . لقد كانت ديانته عبارة عن رداء الفريسية ، فاحتقر رأفة يسوع ولم يقدره على أنه نائب عن الله وممثل له . ففي حين كانت مريم خاطئة مغفورة الإثم كان هو خاطئا غير مغفور الإثم . إن قانون العدل الصارم الذي قصد أن يدينها به دانه هو.ML 532.2

    تأثر سمعان من رفق يسوع نحوه إذ لم يوبخه علنا أمام ضيوفه ، فلم يعامل بمثل ما أراد أن تعامل به مريم. وقد رأى أن يسوع لم يكن يريد أن يشهر بإثم مضيفه أمام الآخرين بل حاول بشرحه حقيقة المسألة له أن يقنع عقله ويخضع قلبه برأفته وإشفاقه .فلو شهر المسيح به في عبوسة لكان قلبه قد تقسى ورفض التوبة . ولكن إنذار المسيح إياه في أناة أقنعه بخطئه . وقد رأى الدين الباهظ الذي كان مدينا به لسيده ، فأذلت كبرياؤه فتاب ، وصار ذلك الفريسي المتكبر تلميذا وديعا ومضحيا بنفسه.ML 532.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents