Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    يقف هادئا وسط هياج العاصفة

    فلما اجتمع المجلس في دار القضاء جلس قيافا على كرسي الرئاسة وجلس على كلا الجانبين القضاة ومن كانوا مهتمين بالمحاكمة اهتماما خاصا . وقد أوقف الجنود الرومان فوق المنصة تحت العرش وعند أسفل العرش وقف يسوع الذي اتجهت إليه أنظار الجمع كله . وهنا بلغ الاهتياج أشده . لم يكن بين كل ذلك الجمع أحد هادئا ورصينا غير يسوع . وقد بدا وكأن كل الجو المحيط به مشمول بتأثير مقدس. ML 664.2

    كان قيافا يعتبر يسوع منافسا له . إن تلهف الشعب على سماع أقوال المخلص واستعدادهم الظاهر لقبول تعاليمه أثار الغيرة المرة في قلب رئيس الكهنة . ولكن إذ نظر قيافا إلى أسيره امتلأت نفسه إعجابا به عندما رأى منظره النبيل ومقامه الجليل . وقد راود قلبه اقتناع بأن هذا الإنسان لابد أن يكون مماثلا لله . ولكنه سرعان ما طرد عنه ذلك الفكر بكل ازدراء . وفي الحال سمع صوته ينطق بألفاظ السخرية والعجرفة وهو يأمر يسوع بأن يصنع أمامهم أعجوبة واحدة . لكن كلامه لم يحرك للمخلص ساكنا وكأنه لم يسمع شيئا . وقد قارن الشعب بين التصرف المهتاج الخبيث الذي بدا من كل من حنان وقيافا وبين تصرف يسوع الملكي الهادئ ، فثار حتى في قلوب أقسى ذلك الجمع صلابة هذا السؤال : هل يمكن أن هذا الإنسان ذا المنظر الإلهي يدان كمجرم ؟ML 664.3

    وإذ لاحظ قيافا تأثير يسوع على الناس أسرع في إجراءات المحاكمة . فوقع أعداء يسوع في حيرة وارتباك عظيمين . كانوا مصممين على إدانته ولكنهم لم يكونوا يعلمون كيف يحققون غرضهم . كان أعضاء المجلس بعضهم من الفريسيين والبعض من الصدوقيين وكان بين ذينك الحزبين عداء مرير ومنازعات لا تنتهي . ولم يجرؤوا على المجادلة في الأمور التي هي مثار النزاع خشية وقوع مشاجرة بينهم . فلو نطق يسوع بكلمات قليلة لثار تعصب الفريقين ضد بعضهم البعض وبذلك كان يحول غضبهم بعيدا عنه . عرف قيافا هذا فأراد أن يتحاشى إثارة أية خصومة . كان يوجد شهود كثيرون مستعدين لأن يثبتوا أن المسيح قد شهر بالكهنة والكتبة وأنه دعاهم مرائين وقتلة ، ولكن هذه الشهادة لم يكن من اللائق تقديمها . فالصدوقيون في منازعاتهم الشديدة مع الفريسيين كالوا لهم نفس تلك التهم . ومثل هذه التهم لا يقام لها وزن في نظر الرومان الذين كانوا هم أنفسهم مشمئزين من ادعاءات الفريسيين . ولكن كان هناك دليل كاف على أن يسوع أبدى استخفافه بتقاليد اليهود ، وبكل جرأة ذم الكثير من طقوسهم . أما فيما يختص بالتقاليد فكان بين الفريسيين والصدوقيين عداوة ومنازعات لا تنتهي . كما أن هذا الدليل لم يعره الرومان أي اهتمام . ولم يجسر أعداء المسيح على اتهامه بنقض السبت لئلا ينتهي الاستجواب إلى الكشف عن طبيعة عمله . فلو كشفت معجزات الشفاء التي أجراها المخلص للنور لكان في ذلك هزيمة ماحقة لغرض الكهنة ذاته.ML 665.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents