Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    رسول للرب

    كان على يوحنا أن يخرج كرسول الرب ليجيء بنور الله إلى الناس. عليه أن يحول أفكارهم في اتجاه جديد ، وأن يقنع الشعب بقداسة مطاليب الله وحاجتهم إلى بره الكامل مثل ذلك الرسول ينبغي أن يكون قديسا ، وعليه أن يكرس جسده لسكنى روح الله فيه . ولكي يتمم رسالته كان يجب أن يكون سليم البنية وله قوة ذهنية وروحية ممتازة . لذلك أصبح من الضروري له أن يكبح نهمه وشراهته وعواطفه ، ويتحكم في كل قواه بحيث يكون قادرا على الوقوف بين الناس ثابتا لا تزعزعه الظروف المحيطة به بل يكون كجبال البرية وصخورها الراسخة.ML 81.3

    وفي أيام يوحنا المعمدان كان جشع الناس في سبيل جمع المال وولعهم بالترف وحب الظهور قد انتشر بين طبقات الشعب. إن الملذات الشهوانية والإفراط في الأكل والشرب كانت تسبب الأمراض الجسدية والانحطاط وتخدر الأحاسيس الروحية وتضعف الإحساس بالخطية . كان على يوحنا أن يقف كمصلح ، وكان عليه بحياته المعتدلة ولبسه البسيط أن يوبخ انصراف الناس في أيامه إلى اللهو والتأنق والإفراط في كل شيء . ولهذا أعطيت التعليمات الخاصة بيوحنا إلى أبويه ، وهى درس في الاعتدال يقدمه إلى العالم ملاك آتٍ من أمام عرش السماء. ML 81.4

    وفي أيام الصبا والشباب يسهل تشكيل الخلق والتأثير فيه ، وفي هذه الحالة يجب أن تتوافر في الإنسان فضيلة ضبط النفس. فحين يجلس أفراد الأسرة حول النار وفي المجلس العائلي تبذل الجهود لإحداث تأثيرات تدوم في حياة الصغار وتكون لها آثار تدوم إلى الأبد . إن العادات التي تتمكن من قلوب الأولاد في حياتهم الباكرة تقرر فيما بعد ما إذا كان الإنسان سينتصر في معركة الحياة أم ينهزم ، أكثر مما تقرره مواهبهم الطبيعية .إن الشباب هو وقت الزرع والغرس ، وهو يقرر نوع الحصاد للحياة الحاضرة والعتيدةML 82.1

    كان على يوحنا كنبي أن “ يردَّ قُلُوبَ الآباءِ إِلى الأَبَناءِ ، وَاْلعصاةَ إِلى فكرِ الأَبرارِ ، لِكي يهيئَ لِلربِّ شَعبا مسَتعدا” (لوقا 1: 17) وفي إعداد الطريق لمجيء المسيح أول مرة كان يوحنا ممثلا للذين سيعدون شعبا لمجيء الرب مرة ثانية. لقد أسلم العالم نفسه للإفراط والشهوات والملذات . و لقد كثرت الأخطاء والخرافات . كما زادت وتضاعفت أشراك الشيطان لإهلاك النفوس . وكل الذين يريدون أن يكملوا القداسة في خوف الله عليهم أن يتعلموا درس الاعتدال وضبط النفس . ينبغي إخضاع الأهواء والشهوات لقوى العقل العليا . إن تدريب النفس هذا لازم وجوهري لإنماء القوى الذهنية والرؤى الروحية التي ستعيننا على فهم حقائق كلمة الله المقدسة والحمل بها . فلهذا السبب يجد الاعتدال لنفسه مركزا هاما في عملية التأهب لمجيء المسيح ثانية .ML 82.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents