Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    إساءة فهم رسالته الحقيقية

    ومع ذلك فإن مريم لم تكن تفهم رسالة المسيح. لقد تنبأ عنه سمعان بأنه سيكون نور إعلان للأمم تماما كما سيكون مجدا لشعب إسرائيل . وهكذا أعلنت الملائكة عن ميلاد المخلص كبشارة مفرحة لكل الشعوب . وقد كان الله يريد تصحيح الآراء اليهودية المتزمتة عن عمل مسيا . كان يريد أن ينظر الناس إليه لا لمجرد اعتباره مخلصا لإسرائيل وكفى بل على اعتباره فاديا للعالم . ولكن لابد من مرور سنين عديدة قبل أن تدرك حتى أم يسوع نفسها رسالتهML 44.3

    كانت مريم تنظر إلى الأمام إلى ملك مسيا على عرش داود ، ولكنها لم تكن ترى صبغة الآلام التي لا يمكن الوصول إلى العرش بدونها. لقد أعلن على فم سمعان أن مسيا لن يجد طريقا سهلا ممهدا رحبا يسير فيه في العالم . وفي قوله الذي وجهه إلى مريم حين قال لها: “وَأَنت أَيضا يجوزُ في نَفسك سيفٌ” ، أعطى الله في رأفته أم يسوع تلميحا عن الآلام التي قد بدأت تجوز فيها لأجل اسمهML 44.4

    وقال سمعان أيضا: “ ها إِنَّ هَذا قَد وُضع لِسقُوطِ وَقيامِ كَثيرِين في إِسرائِيلَ ، وَلِعلامة تُقاوَمُ”. فالذين يريدون أن يقوموا ينبغي أن يسقطوا أولا . يجب أننا نسقط على الصخرة ونتحطم قبلما نقوم في المسيح . ينبغي أن تُخلع الذات عن عرشها وتوضع الكبرياء في الثرى إذا أردنا معرفة مجد الملكوت الروحي . إن اليهود قد رفضوا قبول الكرامة التي تُنال عن طريق التواضع ، ولذلك رفضوا قبول فاديهم . لقد كان هو الصخرة والعلامة التي قوبلت بالمقاومةML 45.1

    ثم يقول سمعان: “لِتُعَلن أَفكارٌ من قُلُوبٍ كَثيرةٍ” . ففي نور حياة المخلص أعلنت أفكار قلوب الجميع من الخالق نفسه إلى سلطان الظلمة . لقد صور الشيطان الله على أنه أناني وظالم ، وعلى أنه يطلب كل شيء ولا يعطي شيئاً ، وعلى أنه يطلب من خلائقه الخدمة والعبادة لمجد ذاته ولكنه لا يقدم على أية تضحية لخيرهم . ولكن عطية المسيح تكشف عن قلب الآب . إنها لتشهد أن الله مفتكر من جهتنا “أَفكارَ سلامٍ لاَ شَر” (إرميا 29 : 11). وهى تعلن أنه في حين أن كراهة الله للخطية قوية كالموت فإن محبته للخاطئ أقوى من الموت . وحيث قد شرع في فدائنا فلن يمسك عنا شيئا مهما عظمت قيمته ما دام لازما لإتمام مقاصد رحمته . فلا يحجز حق ما دام جوهريا لخلاصنا ، ولا تُهمل معجزة من معجزات الرحمة ، ولا تترك وسيلة إلهية دون استخدام . فالإحسانات والهبات تتكدس بعضها فوق بعض . إن خزانة الله تفتح على سعتها لأولئك الذين يطلب خلاصهم . فبعدما جمع كل كنوز المسكونة وفتح كل موارد قدرته غير المحدودة فهو يضع ذلك كله بين يدي المسيح قائلا: كل هذه لأجل الإنسان . فاستخدم كل هذه الهبات في إقناعه بأنه لا توجد محبة تفوق محبتي إن في الأرض أو في السماء . وهو سيجد أعظم سعادة في محبته لي.ML 45.2

    وعند صليب جلجثة وقفت المحبة والأثرة وجها لوجه. فهناك كان ميدانهما الأخير لقد عاش المسيح ليعزي ويبارك وحسب . وفي تسليمه للموت أظهر الشيطان خبث عداوته لله ، إذ جعل هذا الحق واضحا وهو أن غايته الحقيقية من عصيانه كانت خلع الله عن عرشه وإهلاك ذاك الذي فيه قد أظهرت محبة الله. وحياة المسيح وموته أعلنت أفكار الناس أيضا . حيث من المذود إلى الصليب كانت حياة يسوع دعوة الناس إلى تسليم النفس والاشتراك في الآلام ، كما أنها كشفت نوايا الناس . لقد أتى المسيح بحق السماء وكل من أصغوا إلى صوت الروح القدس اجتُذبوا إليه . أما من كانوا يعبدون الذات فقد كانوا من رعايا مملكة الشيطان . ففي موقف الناس تجاه المسيح لابد أن كلا منهم يبرهن مع أي الجانبين يقف . وهكذا حكم كل واحد في أمر نفسهML 45.3

    في يوم الدينونة الأخير سيدرك كل إنسان هالك طبيعة رفضه للحق. وهناك سيقدم الصليب ، فكل عقل أظلمته المعاصي سيرى مقام الصليب . وأمام منظر جلجثة بذبيحها السري العجيب سيقف الخطاة مدانين . كل الأعذار الكاذبة ستعصف بها الرياح حينئذ ولن يكون لها وجود . وسيبدو ارتداد الناس كما هو في شناعته ، وسيرى الناس ماذا كان اختيارهم . إن كل تساؤل عن الحق والخطإ في الصراع الطويل المدى سيظهر حينئذ واضحا كل الوضوح . وفي دينونة الكون سيقف الله مزكى من كل لوم بالنسبة إلى وجود الشر واستفحاله . وسيعلن أن شرائع الله لم تكن هي سبب الخطية . إن حكم الله لم يكن فيه أي نقص ولا داعي للنفور . وعندما تنكشف كل أفكار القلوب فالأمناء والعصاة سيرددون هذا القول معا: “عادِلةٌ وَحقٌ هي طُرقُك يا ملك اْلقديسين ئ! . . . من لا يخافُك يارَبُّ وَيمجد اسمك؟ . . . لأَنَّ أَحكامك قَد أُظهِرتْ” (رؤيا 15 : 3، 4). ML 46.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents