Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    إقامة ميت

    على مسافة تبعد عن كفرناحوم أكثر من عشرين ميلا وفي مكان مرتفع يشرف على السهل الجميل الذي يدعى مرج ابن عامر كانت تقع قرية نايين ، وإلى هناك ذهب يسوع ، وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع غفير. وعلى طول الطريق أتى الناس وهم متلهفون لسماع تعاليمه عن المحبة والرفق ، وكانوا يأتونه بمرضاهم ليشفيهم ، وكان يراودهم الأمل في أن ذاك الذي قد أحسن استخدام قدرته العجيبة سيشهر نفسه كملك إسرائيل . فازدحم حوله خلق كثيرون ، وكان ذلك الجمع الذي يتبعه أناسا فرحين جاشت في صدورهم آمال وانتظارات مشرقة فسار الجميع صاعدين في الطريق الصخري إلى تلك القرية الجبلية.ML 295.1

    وفيما كانوا يقتربون من القرية إذا بهم يلتقون بموكب جنازة يخرج من باب المدينة .ويسير بخطوات بطيئة حزينة إلى المدافن . وكان الميت محمولا على النعش يحيط به النائحون وهم يصرخون مولولين فامتلأ الجو باصوات العويل . وكان كل شعب المدينة قد اجتمعوا ليعبروا عن تقديرهم لمكانة الميت وعطفهم على الأم الثكلى.ML 295.2

    كان مشهدا أيقظ العطف في كل نفس ، فلقد كان الميت هو الابن الوحيد ، لأمه الأرملة .وكانت تلك الأم النائحة سائرة إلى القبر لتودع سندها وعزاءها الوحيد في العالم “فلمّا رآها الرب تحنن عليها”. وإذ كانت تسير على غير هدى باكية دون أن تلاحظ وجوده اقترب منها وقال لها بكل عطف “لا تبكي” (لوقا 7 : 13). لقد كان يسوع مزمعا أن يحول حزنها إلى فرح ، ومع ذلك فهو لم يستطيع أن يمنع نفسه عن أن يعبر لها عن عطفه ورقته.ML 295.3

    “ثم تقدم ولمس النعش” (لوقا 7 : 14). إن لمسه حتى للميت لم يكن لينجسه . وقد وقف حاملو النعش بلا حراك ، كما كف النائحون عن النوح . واجتمع الجمعان حول النعش وهم يرجون على خلاف الرجاء . لقد كان حاضرا في ذاك المكان الذي انتهر المرض وقهر الشياطين ، فهل يمكن للموت أيضا أن يخضع ويخشع أمام سلطانه؟ML 295.4

    وبصوت رائق وسلطان عظيم نطق بهذه الكلمات: “أيها الشاب، لك أقول: قم!” (لوقا 7 : 17). فقرع ذلك الصوت أذني الشاب الميت وإذا به يفتح عينيه فيمسك يسوع بيده ويقيمه. وقد وقع نظره على أمه التي كانت تبكي إلى جواره . وإذا بالأم وابنها يتعانقان عناقا طويلا . فوقفت الجماهير تنظر إليهما وقد انعقدت ألسنتهم من فرط الذهول . “فأخذ الجميع الخوف” ووقفوا صامتين في خشوع وقتا قصيرا كمن هم في حضرة الله “مجّدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط!” (لوقا 7 : 16) عاد موكب الجنازة إلى المدينة كموكب انتصار: “وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة” (لوقا 7 : 17).ML 295.5

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents