Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    ثقافة يوحنا

    وفي النظام الطبيعي للأشياء كان يمكن لابن زكريا أن يتهذب لخدمة الكهنوت. إلا أن تعليم مدارس معلمي إسرائيل ما كان ليؤهله لعمله . فلم يرسله الله إلى معلمي اللاهوت ليتعلم كيف يفسر الكتب المقدسة . ولكنه دعاه إلى البرية ليتعلم من الطبيعة ومن إله الطبيعة .ML 82.3

    كان الإقليم الذي عاش فيه موحشا في وسط التلال الجرداء والكهوف الصخرية. ولكنه هو الذي اختار أن يهجر تمتعات الحياة ومباهجها ويجتاز ذلك التدريب الصارم في البرية كانت تلك البيئة تناسب عادات البساطة وإنكار الذات ، فإذ لم تكن تضايقه ضجة العالم أمكنه أن يدرس دروس الطبيعة والوحي والعناية الإلهية . وكم ردد أبوا يوحنا التقيان على مسمعه كلام الملاك لزكريا! فمنذ صباه كانت مهمته ماثلة أمامه ، وقد قبل القيام بتلك المهمة المقدسة ، لذا رحب بالوحدة في البرية لينجو من ذلك المجتمع الذي قد طغى عليه عدم الإيمان والشكوك والنجاسة . إنه لم يكن يثق بقوته الذاتية للثبات أمام التجربة ، وكان يرتجف من الاتصال الدائم بالخطية لئلا يفارقه الإحساس بشناعتهاML 82.4

    وحيث إنه قد كُرس ليكون نذيرا لله منذ ولادته فقد أقر هو باختياره هذا النذر في تكريسه نفسه مدى الحياة. كان يلبس لباس الأنبياء الأقدمين وهو عبارة عن ثوب من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد ، “وكانَ طَعامه جرادًا وَعسلاً بريا ” (متى 3 : 4) ، مما وُجِد في البرية ، وكان يشرب من الماء العذب الصافي المنحدر من التلال.ML 83.1

    غير أن يوحنا لم يقضِ حياته متعطلا في استغراق حزين أو وحدة أنانية ، ولكنه من وقت لآخر كان يخرج ليختلط بالناس ، ويلاحظ باهتمام ما يجري في العالم. فمن هذا المعتكف الهادئ كان يراقب ما تتمخض عنه الأحداث . وببصيرة مستنيرة بروح الله درس أخلاق الناس ليعرف كيف يستطيع أن يوصل رسالة السماء إلى قلوبهم . لقد كانت تبعة رسالته موضوعة عليه ، فبالتأمل والصلاة وهو في وحدته حاول أن يمنطق نفسه للعمل الذي أمامه والذي وقف له حياتهML 83.2

    ومع إنه كان يعيش في البرية لم يكن بمنأى عن التجارب ، ولكنه على قدر الإمكان سد كل المنافذ التي كان يمكن أن يتسلل منها إليه الشيطان ، ومع ذلك كان المجرب لا يكف عن مهاجمته. إلا أن أحاسيسه الروحية كانت نقية ، إذ كان قد نمى قوة خلقه وعزيمته وبمساعدة الروح القدس أمكنه أن يكتشف تحركات الشيطان ويقاوم سلطانهML 83.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents