إن يسوع إذ نطق بكلامه في مسمع المرأة على البئر زرع زرعا جيدا ، وسرعان ما أقبل الحصاد ، حيث أقبل السامريون وسمعوا المسيح فآمنوا به. وإذ تجمعوا حوله على البئر جعلوا يمطرونه بأسئلتهم ثم جعلوا يصغون بكل شوق إلى إجابته على أشياء كثيرة خفيت عليهم . وبينما كانوا يصغون إليه بدأ ارتباكهم يزايلهم وينقشع سريعا ، كانوا يش ب هون قوما في ظلمة داجية يتتبعون شعاعة نور فاجأتهم إلى أن وجدوا نور النهار . ولكن نفوسهم لم تشبع من هذا الحديث القصير . لقد كانوا يتوقون إلى سماع الكثير ، وأن تتاح الفرصة لأصدقائهم لسماع أقوال هذا المعلم العجيب ، فدعوه إلى مدينتهم وطلبوا منه أن يمكث عندهم فمكث في السامرة يومين ، فآمن به كثيرون. ML 169.2
كان الفريسيون يحتقرون بساطة يسوع ، كما تجاهلوا معجزاته وطلبوا منه آية تبرهن على أنه ابن الله ، أما السامريون فلم يسألوه آية ، ولم يصنع بينهم معجزات ، إلاّ في كونه كشف للمرأة التي كانت معه على البئر أسرار حياتها. ومع ذلك فقد قبله كثيرون ، وقالوا لتلك المرأة بملء الفرح: “إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح المخلّص العالم” (يوحنا 4 : 42). ML 169.3
كان السامريون يؤمنون أن مسيا سيأتي فاديا ، ليس لليهود وحدهم بل لكل العالم. لقد سبق الروح القدس فأنبأ على لسان موسى أنه سيأتي نبي مرسل من قبل الله . كذلك أعلن على لسان يعقوب أن له سيكون خضوع شعوب ، وعن طريق إبراهيم أنه فيه (يسوع) تتبارك جميع قبائل الأرض . فعلى هذه المستندات الكتابية المقدسة بنى أهل السامرة إيمانهم بمسيا . وإن حقيقة كون اليهود قد حرفوا نبوات الأنبياء المتأخرين إذ نسبوا إلى مجيء المسيح الأول مجد مجيئه الثاني جعل السامريين ينبذون كل الأسفار المقدسة فيما عدا أسفار موسى الخمسة . ولكن حيث أن المخلص نبذ ودحض كل هذه التفسيرات الكاذبة فقد قبل كثيرون من أهل السامرة نبوات الأنبياء المتأخرين وكلام المسيح نفسه الخاص بملكوت الله. ML 170.1