إن موطن الأبرار العتيد و ثوابهم الأبدي هما موضوعان عظيما الشأن و جليلان ينبغي للشبيبة التأمل فيهما. أطيلوا التأمل في تدبير الفداء العجيب، التضحية العظمى التي بذلها ملك المجد، حتى يمكنكم أن تنالوا الرفعة الحقة باستحقاقات دمه، و بالطاعة ترتقوا أخيراً إلى عرش المسيح. ينبغي أن يحتل هذا الموضوع أنقى تأملات أفكاركم لكي تنالوا خطوة لدى الله — يا له امتيازاً عظيماً! SM 402.1
أيها الأصدقاء الأحداث، رأيت أنه يمكنكم أن تسعدوا بهكذا تصرف و تحول، أما السبب فهو أنكم متبرمون متضجرون لا تسعون إلى المصدر الحقيقي الأوحد للسعادة. تدأبون على السعب في أن تجدوا في غير المسيح المتعة التي لا توجد إلا فيه وحده. كل رجاء نركزه فيه لا يخيب. هنالك الصلاة — أواه، كيف نهمل هذا الامتياز الثمين! إن مطالعة كلمة الله تهيء الذهب للصلاة. و السبب الأعظم في أن لكم القليل من الرغبة في الاقتراب من الله بالصلاة هو أنكم أفسدتم أهليتكم لهذا العمل المقدس بقراءة القصص الفاتنة التي أهاجت منكم المخيلة و أثارت فيكم الشهوات الدنسة، الأمر الذي من أجله لا تستلذون قراءة كلمة الله، و تنسون ساعة الصلاة، و الصلاة هي قوة المسيحي، الذي إذا انفرد لا يكون وحيداً لأنه يشعر بحضور ذاك الذي قال: “وها انا معكم كل الأيام”. SM 402.2
يريد الشبيبة ما لا يملكون، أعني الديانة، الأمر الذي لا يمكن أن يأخذ مكانه أي شيء آخر. المجاهرة بالإيمان ليست شيئاً. هناك أسماء مدونة في سجلات الكنيسة على الأرض و لكن ليس في سفر الحياة. رأيت نسبة الذين يعرفون ماهية الديانة العملية من الشبيبة أقل من واحد بالمئة. إنهم يخدمون أنفسهم و يدعون مع ذلك أنهم خدام المسيح، فما لم يتخلصوا من عيوبهم سيدركون سريعاً أن نصيبهم سيكون مع المتعدين. و فيما يتعلق بإنكار النفس أو التضحية في سبيل الحق لقد وجدوا طريقاً أسهل من ذلك كله. و فيما يتعلق بالتضرعات الحارة التي يبلها الدمع و الصرخات القوية إلى الله في طلب نعمته الغافرة ونيل القوة منه لمقاومة تجارب الشيطان، قد وجدوا أن الضرورة لا تستدعي هكذا حرارة و هكذا غيرة، فبإمكانهم أن يستمروا في مسيرهم بدون كل ذلك. كان المسيح أحياناً كثيرة يذهب منفرداً إلى الجبال و الأماكن المقفرة ليسكب سؤل نفسه أمام أبيه، و لكن الإنسان الخاطئ الذي لا قوة فيه يظن أن في استطاعته أن يحيا بدون هذا القدر الكبير من الصلاة — (1 ه : 503 — 505). SM 403.1