رأيت أن بعض أولاد الله قد ارتكبواخطأ فيما يتعلق بحلف اليمين, واتخذ الشيطان من ذلك فرصة لإذلاهم وسلبهم مال سيدهم. رأيت أن كلمات سيدنا الرب القائلة : ” لا تحلفوا البتة “ لا تشمل الحلف القانوني في المحاكم, وأن قوله : ” ليكن كلامكم نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير “ ( متى 5 : 34 و 37 ) وإنما يراد به الحديث العادي. البعض يبالغون بكلامهم. آخرون يحلفون بحياتهم, وغيرهم يحلفون برأسهم, قائلين : وحياتي. وحياة رأسي. والبعض يشهدون السماء والأرض على أن هذه الأمور هكذا هي, والبعض الآخر يتمنون على الله أن يزيلهم من الوجود أن كان ما يقولونه غير صحيح. إن هذا النوع من الحلف هو ما يحذر يسوع تلاميذه منه. CCA 685.4
رأيت أن الرب لم يزل له ما يفعله بشرائع البلاد. بينما يسوع في المقدس فإن الحكام والشعب يشعرون بتأثير روحه الرادع, غير أن الشيطان يتحكم, إلى حد بعيد, بجماهير الناس في العالم, ولولا شرائع البلاد لكنا في ضيق شديد. لقد أظهر لي أنه حين يكون ضروريا بالفعل لأولاد الله أن يشهدوا إذ يدعون ليشهدوا بطريقة قانونية, فليس انتهاكا لكلمة الله أن يشهدوا الله, بمهابة, على أن ما يقولونه هو الحق ولا شيء غير الحق. CCA 686.1
رأيت أنه ان كان ثمة على الأرض من يقدر أن يشهد بقسم, بصورة مرضية, فإنما هو المسيحي, فهو يحيا في نور محيا الله, ويتقوى بقوته, وحين تدعو الضرورة إلى البت قانونيا في أمور هامة فليس من يستطيع أن يشهد الله هكذا جيدا كالمسيحي. لقد أمرني الملاك أن ألاحظ أن الله يحلف بذاته. CCA 686.2
إن الذين يدرسون الكتاب المقدس في كنائسنا ومدارسنا ليسوا أحرار أن يظهروا تعصبهم للسياسيين والأحداث السياسية, ولا أن يظهروا هذا التعصب ضدهم, لأنهم بعملهم هذا يستثيرون عقول الآخرين, مما يحمل كلا منهم على الدفاع عن آرائه المفضلة. ان بين الذين يدعون الإيمان بالحق إناسا يستثارون هكذا للتعبير عن مشاعرهم وعما يفضلونه من الشؤون السياسية, الأمر الذي يؤدي إلى انقسام في الكنيسة. CCA 686.3
إن الرب يريد لشعبه أن يدفن المسائل السياسية. والسكوت في هذه المواضيع بلاغة. والمسيح يدعو أتباعه إلى الإتحاد في مباديء الإنجيل النقية المسطرة بوضوح في كلمة الله. لسنا نستطيع أن ندلي بأصواتنا لصالح الأحزاب السياسية ونكون في أمان, ذلك لأننا لا نعرف لمن ندلي بهذه الأصوات, ولا نقدر أن نساهم في أي خطة سياسية ونظل في أمان. CCA 687.1
الذين هم مسيحيون بالحق يكونون أغصانا في الكرمة الحقيقية ويأتون بنفس ما تأتي به الكرمة من ثمر. يتصرفون منسجمين في شركة مسيحية. لا يحملون شارات سياسية بل شارة المسيح. CCA 687.2
فما هو واجبنا إذاً ؟ لندع أمور السياسة وشأنها. CCA 687.3
ثمة كرم واسع ينتظر من يفلحه, ولكن لئن كان على المسيحين أن يعملوا بين غي المؤمنين فليس لهم أن يظهروا مثل أهل الدنيا. ليس لهم أن ينفقوا وقتهم في الأحاديث السياسية أو الأعمال السياسية, لأنهم بذلك يهيئون للعدو الفرصة ليدخل ويسبب نزاعا وشقاقا. CCA 687.4
على أولاد الله أن يبتدعوا عن الأمور السياسية. لا تشتركوا في النزاع السياسي. اعتزلوا العالم, ولا تنقلوا إلى الكنيسة أو المدرسة آراء من شأنها أن تقود إلى المنازعات والفوضى. الخصام هي السم الأدبي يدخل إلى الجهاز عن طريق إناس بشر أنانيين. CCA 687.5